وهو معنى قول السدّي يحبس أوّلهم على آخرهم ليتلاحقوا.
(﴿من أكمامها﴾) في قوله تعالى: ﴿إليه يردّ علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها﴾ [فصلت: ٤٧] هو (قشر الكفرّى) بضم الكاف وضم الفاء وفتحها وتشديد الراء وعاء الطلع قال ابن عباس قبل أن ينشق (هي الكم) بضم الكاف. وقال الراغب: الكم ما يغطي اليد من القميص وما يغطي الثمرة وجمعه أكمام وهذا يدل على أنه مضموم الكاف إذ جعله مشتركًا بين كم القميص وبين كم الثمرة ولا خلاف في كم القميص أنه بالضم وضبط الزمخشري كم الثمرة بكسر الكاف فيجوز أن يكون فيه لغتان دون كم القميص جمعًا بين القولين (وقال غيره: ويقال للعنب إذا خرج أيضًا كافور وكفرى) قاله الأصمعي وهذا ساقط لغير المستملي ووعاء كل شيء كافوره (﴿ولي حميم﴾) أي الصديق (القريب) وللأصيلي قريب.
(﴿من محيص﴾) في قوله تعالى: ﴿وظنوا ما لهم من محيص﴾ [فصلت: ٤٨] يقال (حاص عنه حاد) والأصيلي أي حاد وزاد أبو ذر عنه والمعنى أنهم أيقنوا أن لا مهرب لهم من النار.
(﴿مرية﴾) بكسر الميم في قوله تعالى: (ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم﴾ [فصلت: ٥٤] (﴿ومرية﴾) بضمها في قراءة الحسن لغتان كخفية وخفية ومعناهما (واحد أي امتراء) أي في شك من البعث والقيامة.
(وقال مجاهد) فيما وصله عبد بن حميد (﴿اعملوا ما شئتم﴾) معناه (الوعيد) وللأصيلي هي وعيد.
(وقال ابن عباس) فيما وصله الطبري (﴿بالتي﴾) ولأبي ذر (﴿ادفع بالتي هي أحسن﴾)[فصلت: ٣٤] الصبر عند الغضب والعفو (عند الإساءة فإذا فعلوه) أي الصبر والعفو (عصمهم الله وخضع لهم عدوّهم) وصار بينه وبينهم عداوة (﴿كأنه ولي حميم﴾) أي كالصديق القريب وسقط لأبي ذر كأنه وليٌّ حميم ولغيره ادفع من قوله ادفع بالتي.
(باب قوله: ﴿وما كنتم﴾) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله: ﴿وما كنتم (تستترون﴾) تستخفون عند ارتكاب القبائح خيفة أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم لأنكم تنكرون البعث والقيامة ولكن ذلك الاستتار لأجل أنكم (﴿ظننتم أن الله لا يعلم كثيرًا مما تعملون﴾)[فصلت: ٢٢] من الأعمال التي تخفونها فلذلك اجترأتم على ما فعلتم وفيه تنبيه على أن المؤمن ينبغي أن يتحقق أنه لا يمرّ عليه حال إلا وعليه رقيب وسقط قوله ولا أبصاركم الخ للأصيلي ولأبي ذر ولا جلودكم الخ وقالا الآية.