والفوقية والجيم المفتوحتين والزاي المضمومة ما انفصلوا عنه (حتى قتلوه) وعند ابن سعد أن الذي قتله خطأ عتبة بن مسعود أخو عبد الله بن مسعود، والظاهر مما تكرّر في البخاري أن الذي قتله جماعة من المسلمين. وعند ابن إسحاق: وأما اليمان فاختلفت أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة: قتلتم أبي؟ قالوا: والله ما عرفناه (فقال حذيفة): معتذرًا عنهم لكونهم قتلوه ظنًا منهم أنه من الكافرين (يغفر الله لكم. قال عروة) بن الزبير: (فوالله ما زالت في حذيفة بقية خير) من دعاء واستغفار لقاتل أبيه (حتى لحق بالله ﷿ وقال في المصابيح كالتنقيح: وقيل بقية حزن على أبيه من قتل المسلمين إياه.
(بصرت) بضم الصاد وسكون الراء (علمت من البصيرة في الأمر) فهو من المعاني القلبية (وأبصرت) بزيادة الهمزة (من بصر العين) المحسوس (ويقال: بصرت وأبصرت واحد) كسرعت وأسرعت، وهذا ذكره تفسيرًا لقوله فبصر حذيفة وهو ساقط في رواية أبي ذر وابن عساكر.
(باب قول الله تعالى): وسقط ذلك كله لأبي ذر (﴿إن الذين تولوا منكم﴾) انهزموا (﴿يوم التقى الجمعان﴾) جمع النبي ﷺ وجمع أبي سفيان للقتال يوم أُحد (﴿إنما استزلهم الشيطان﴾) دعاهم إلى الزلة وحملهم عليها (﴿ببعض ما كسبوا﴾) بتركهم المركز الذي أمرهم النبي ﷺ بالثبات فيه (﴿ولقد عفا الله عنهم﴾) تجاوز عنهم (﴿إن الله غفور﴾) للذنوب (﴿حليم﴾)[آل عمران: ١٥٥] لا يعاجل بالعقوبة.