بالحجون (أمرك النبي ﷺ أن تركز الراية) بفتح التاء وضم الكاف وتمامه قال: نعم. والحديث يأتي مطوّلاً في غزوة الفتح إن شاء الله تعالى مع مباحثه وفيه أن الراية لا تركز إلا بإذن الإمام لأنها علامة عليه وعلى مكانه فلا ينبغي أن يتصرف فيها إلا بأمره.
١٢٢ - باب قَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ"نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ"
(ياب قول النبي ﷺ)(نصرت بالرعب مسيرة شهر) أي مسافته. (وقوله جل وعز) ولأبي ذر وقول الله ﷿: (﴿سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب﴾)[آل عمران: ١٥١] قال أهل التفسير يريد ما قذف في قلوبهم من الخوف يوم الأحزاب حتى تركوا القتال ورجعوا من غير سبب: زاد في غير رواية أبي ذر: (﴿بما أشركوا بالله﴾) أي بسبب إشراكهم به.
(قال) ولأبي: قاله، أي نصره ﵊ بالرعب (جابر) مما وصله المؤلّف في أوّل كتاب التيمم (عن النبي ﷺ) ولفظه: "أعطيت خمسًا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر" الحديث. وإنما اقتصر على الشهر لأنه لم يكن بينه وبين الممالك الكبار كالشام والعراق ومصر أكثر من شهر وليس المراد بالخصوصية مجرد حصول الرعب بل هو وما ينشأ عنه من الظفر بالعدوّ.
وبه قال:(حدّثنا يحيى بن بكير) بضم الموحدة قال: (حدّثنا الليث) بن سعد (عن عقيل) بضم العين وفتح القاف (عن ابن شهاب) الزهري (عن سعيد بن المسبب) بفتح المثناة التحتية (عن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال):
(بعثت) بضم الموحدة (بجوامع الكلم) من إضافة الصفة إلى الموصوف وهي الكلمة الموجزة لفظًا المتسعة معنى وهذا شامل للقرآن والسُّنّة، فقد كان ﷺ يتكلم بالمعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة (ونصرت) على الأعداء (بالرعب) أي الخوف زاد في رواية التيمم السابقة "مسيرة شهر" وللطبراني من حديث السائب بن يزيد: "شهرًا أمامي وشهرًا خلفي" ولا تنافي بينه وبين حديث جابر على ما لا يخفى (فبينا أنا نائم أُوتيت مفاتيح) بضم الهمزة وواو بعدها وبحذف الموحدة من مفاتيح ولغير أبي ذر أتيت بمفاتيح (خزائن الأرض) كخزائن كسرى وقيصر ونحوهما أو معادن الأرض التي منها