للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد، أي: في قوله: الوتر واجب.

قوله: (إن عبدًا من عبادي هو أعلم منك) استدل بذلك على نبوة خضر - عليه السلام -؛ لأن غير نبي لا يكون أعلم، وقيل لذلك: إن موسى هذا ليس بموسى النبي، وتوهم به بعضهم أن الولي أفضل من النبي، ويمكن أن يجاب أن المراد به العلم الخاص كما سيأتي في كلام خضر، ملخصًا من "الفتح" (١)، وكلام خضر قوله: "أنت على علم من علم الله. . ." إلخ، وكتب عليه الشيخ في "اللامع" (٢): فيه دلالة على ما ذكرنا من أن أعلمية خضر كانت مخصوصة، انتهى.

قوله: (ما نقص علمي. . .) إلخ، لفظ النقص ليس على ظاهره؛ لأن علم الله لا يدخله النقص، فقيل: معناه لم يأخذ، وهذا توجيه حسن، ويكون التشبيه واقعًا على الآخذ لا على المأخوذ منه، وأحسن منه أن المراد بالعلم المعلوم، انتهى ملخصًا من "الفتح" (٣).

[(٤٥ - باب من سأل وهو قائم. . .) إلخ]

كتب الشيخ في "اللامع" (٤): هذا الباب والذي بعده ردٌّ لما عسى أن يتوهم عدم جواز المسألة في تينك الحالتين لما فيهما من سوء أدب، ووجه الدفع أن الضرورات تبيح المحظورات، فلو انتظر السائل عن المناسك قعوده - صلى الله عليه وسلم - وفراغه عن شغله لفات الوقت، وأيضًا ففيه دلالة على أن للسائل أن يسأل عن المسألة حين اشتغال المفتي بشيء من الطاعات التي لا ينافيها الكلام، وأما ما ينافيه الكلام كالصلاة فلا، انتهى.

وفي هامشه: ما أفاده الشيخ واضح.

وقال الحافظ (٥): المراد أن العالم الجالس إذا سأله شخص قائم


(١) "فتح الباري" (١/ ٢٢٠).
(٢) "لامع الدراري" (٢/ ٧٨).
(٣) "فتح الباري" (١/ ٢٢٠).
(٤) "لامع الدراري" (٢/ ٨٠).
(٥) "فتح الباري" (١/ ٢٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>