للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢١ - باب {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً. . .} [الأنعام: ١٩]) إلخ

قد أوضح المصنف غرضه بالترجمة، وهو إطلاق لفظ الشيء عليه عزّ اسمه، خلافًا للجهمية إذ منعوا إطلاق لفظ الشيء على الله تعالى، كما تقدم في أول "كتاب الردّ على الجهمية".

قال الحافظ (١): وحكى ابن بطال (٢): أن في هذه الآيات والآثار ردًّا على من زعم أنه لا يجوز أن يطلق على الله شيء، كما صرّح به عبد الله الناشئ المتكلم وغيره، وردًا على من زعم أن المعدوم شيء، انتهى.

وقال القسطلاني (٣): قوله: "سمى الله تعالى نفسه شيئًا. . ." إلخ، إثباتًا لوجوده ونفيًا لعدمه وتكذيبًا للزنادقة والدهرية، وقال أيضًا: وهذا لأن الشيء اسم للموجود، ولا يطلق على المعدوم، والله تعالى موجود فيكون شيئًا، ولذا تقول: الله تعالى شيء لا كالأشياء، انتهى.

(٢٢ - باب قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ. . .} [هود: ٧]) إلخ

كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): أراد بذلك إثبات العرش له ليثبت بذلك صفة له تعالى، وهو استقراره عليه واستواؤه، والاستيلاء والغلبة صفة له تبارك وتعالى، انتهى.

وفي هامشه: ما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه في غرض الترجمة ظاهر، وفي حاشية النسخة "الهندية" (٥) عن "الفتح" و"العيني": ذكر هاتين الآيتين تنبيهًا على فائدتين: الأولى من قوله: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} هي لدفع توهم من قال: إن العرش لم يزل مع الله تعالى، مستدلين من قوله: "كان الله ولم يكن شيء، وكان عرشه على الماء"، وهذا مذهب باطل، والإضافة


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٤٠٣).
(٢) "شرح ابن بطال" (١٠/ ٤٤٥).
(٣) "إرشاد الساري" (١٥/ ٤٤٥).
(٤) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٤١).
(٥) "صحيح البخاري بحاشية السهارنفوري" (١٤/ ٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>