للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٣ - باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء. . .) إلخ]

قال العلَّامة القسطلاني (١): كأن يقول: اللهم اجعلني من المجاهدين في سبيلك، وكأن يقول: اللَّهم ارزقنا الشهادة في سبيلك، انتهى.

قال الحافظ (٢): قال ابن المنيِّر (٣) وغيره: وجه دخول هذه الترجمة في الفقه أن الظاهر من الدعاء بالشهادة يستلزم طلب نصر الكافر على المسلم وإِعانة من يعصي الله على من يطيعه، لكن القصد الأصلي إنما هو حصول الدرجة العليا المترتبة على حصول الشهادة، وليس ما ذكره مقصودًا لذاته وإنما يقع من ضرورة الوجود.

قلت: أو لما يوهمه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية" الحديث، وقد ترجم به المصنف فيما سيأتي، ثم أورد المصنف فيه حديث أنس في قصة أم حرام، وهو ظاهر فيما ترجم له في حق النساء، ويؤخذ منه حكم الرجال بطريق الأولى، وأغرب ابن التِّين فقال: ليس في الحديث تمني الشهادة وإنما فيه تمني الغزو، ويجاب بأن الشهادة هي الثمرة العظمى المطلوبة في الغزو، انتهى.

قوله: (وقال عمر: اللَّهم ارزقني. . .) إلخ، كتب الشيخ في "اللامع" (٤): وكانت المدينة مخصصة بمنقبة وكرامة فسأل الشهادة فيها دون المعركة لئلا يدفن خارجًا منها ولا يموت خارجها ولو شهيدًا، انتهى.

[(٤ - باب درجات المجاهدين في سبيل الله. . .) إلخ]

قال الحافظ (٥): أي: بيانها، "يقال: هذه سبيلي. . ." إلخ، يريد المؤلف أن السبيل يؤنث ويذكر وبذلك جزم الفراء، انتهى.


(١) "إرشاد الساري" (٦/ ٣١٢).
(٢) "فتح الباري" (٦/ ١٠ - ١١).
(٣) "المتواري" (ص ١٥٤ - ١٥٥).
(٤) "لامع الدراري" (٧/ ٢١١).
(٥) "فتح الباري" (٦/ ١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>