للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال العلامة العيني (١): "يَبَلُّ" على بناء المعلوم وفاعله محذوف تقديره يبلّ الشخص المكلف، و"الرحم" منصوب على أنه مفعول "يبل"، ويجوز أن يكون "يبل" على صيغة المجهول مسندًا إلى "الرحم" المرفوع به، والبلال بكسر الموحدة، وكل ما يبل به الحلق من الماء واللبن يسمى بلالًا، وقد يجمع البلة بالكسر وهي الندواة على بلال، وقال الخطابي: البلال مصدر بللت الرحم أبلّه بِلالًا وبَلالًا بالكسر والفتح إذا نديتها بآلة، انتهى.

[(١٥ - باب ليس الواصل بالمكافئ)]

قال الحافظ (٢): قال شيخنا في "شرح الترمذي": المراد بالواصل في هذا الحديث الكامل، فإن في المكافأة نوع صلة بخلاف من إذا وصله قريبه لم يكافئه، فإن فيه قطعًا بإعراضه عن ذلك وهو من قبيل: "ليس الشديد بالصرعة"، و"ليس الغناء عن كثرة العرض"، انتهى.

وأقول: لا يلزم من نفي الوصل ثبوت القطع فهم ثلاث درجات: واصل ومكافئ وقاطع، فالواصل من يتفضل ولا يتفضل عليه، والمكافئ الذي لا يزيد في الإعطاء على ما يأخذ، والقاطع الذي يتفضل عليه ولا يتفضل، وكما تقع المكافأة بالصلة من الجانبين كذلك تقع بالمقاطعة من الجانبين، فمن بدأ حينئذٍ فهو الواصل، فإن جوزي سمي من جازاه مكافئًا، والله تعالى أعلم، انتهى.

[(١٦ - باب من وصل رحمه في الشرك ثم أسلم)]

أي: هل يكون له في ذلك ثواب؟ وإنما لم يجزم بالحكم لوجود الاختلاف في ذلك، وتقدم البحث في ذلك في "كتاب الإيمان" في الكلام على حديث أبي سعيد الخدري: "إذا أسلم العبد فحسن إسلامه"، انتهى من "الفتح" (٣).


(١) "عمدة القاري" (١٥/ ١٥٧).
(٢) "فتح الباري" (١٠/ ٤٢٣، ٤٢٤).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ٤٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>