للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ} " وذكر فيه حديثًا آخر غير الأول إشارة إلى أنها نزلت بعد ذلك في قصة أبي جهل، وقد صرَّح المفسرون به، ففي "الجلالين": سورة اقرأ مكية، تسع عشر آية، صدرها إلى {مَا لَمْ يَعْلَمْ} أول ما نزل من القرآن وذلك بغار حراء رواه البخاري، انتهى.

وفي "حاشية الجمل": وهي خمس آيات، انتهى.

وقال الحافظ (١) في شرح حديث الباب: قوله: "فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} إلى قوله: {مَا لَمْ يَعْلَمْ} " هذا القدر من هذه السورة هو الذي نزل أولًا بخلاف بقية السورة فإنما نزل بعد ذلك بزمان، وقد قدمت في تفسير المدثر بيان الاختلاف في أول ما نزل، والحكمة في هذه الأولية أن هذه الآيات الخمس اشتملت على مقاصد القرآن ففيها براعة الاستهلال وهي جديرة بأن تسمى عنوان القرآن؛ لأن عنوان الكتاب يجمع مقاصده بعبارة وجيزة في أوله، وهذا بخلاف الفن البديعي المسمى العنوان فإنهم عرفوه بأن يأخذ المتكلم في فن فيؤكده بذكر مثال سابق، وبيان كونها اشتملت على مقاصد القرآن أنها تنحصر في علوم التوحيد والأحكام والأخبار، وقد اشتملت على الأمر بالقراءة والبداءة فيها ببسم الله، وفي هذه الإشارة إلى الأحكام وفيها ما يتعلق بتوحيد الرب وإثبات ذاته وصفاته من صفة ذات وصفة فعل، وفي هذا إشارة إلى أصول الدين وفيها ما يتعلق بالأخبار من قوله: {عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: ٥]، انتهى.

(٩٧) {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}

بسم الله الرحمن الرحيم

وفي نسخ الشروح "سورة {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} " بزيادة لفظ سورة بإسقاط البسملة.

قال العيني (٢): هذا في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره: "سورة


(١) "فتح الباري" (٨/ ٧١٨، ٧١٩).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٥٠٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>