للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[(٢١ - باب ذكر جرير بن عبد الله البجلي)]

ابن جابر - وهو الشليل بشين معجمة مفتوحة فلامين بينهما تحتية ساكنة - ابن مالك من بني أنمار بن أراش، نسبوا إلى أمهم بجيلة، يكنى أبا عمرو على المشهور، واختلف في وقت إسلامه، والصحيح أنه في سنة الوفود سنة تسع، ووهم من قال: إنه أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأربعين يومًا؛ لما ثبت في "الصحيح": إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "استنصت الناس" في حجة الوداع، وذلك قبل موته - صلى الله عليه وسلم - بأكثر من ثمانين يومًا، وكان موت جرير سنة خمسين، وقيل: بعدها، انتهى من "الفتح" (١) ["والقسطلاني"] (٢).

وقال الحافظ (٣) أيضًا: قوله: "وكان يقال له: الكعبة اليمانية. . ." إلخ، استشكل الجمع بين هذين الوصفين، وسيأتي جوابه في أواخر المغازي، انتهى.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٤): ليس المعنى: أن هذين الاسمين كانا له، بل المعنى أن الكعبة البيت الحرام لأجل الكعبة اليمانية احتاج إلى تمييزها بالصفة الزائدة للاشتراك في الاسم، فقوله: كان يقال له معناه: كان يقال لأجله إذ لو لم تكن لم يحتج إلى زيادة الصفة للتمييز لحصول التميز بمطلق الاسم، انتهى.

وبسط الكلام في "هامشه" في شرح هذا القول.

وفيه أيضًا: وما اختاره الشيخ قُدِّس سرُّه هو ما اختاره السهيلي، كما تقدم في كلام الحافظ. وهو مختار العلَّامة السندي (٥)، والأوجه عند هذا العبد الضعيف ما أتذكره من زمان الدرس أن الضمير المجرور في قوله: "له" راجع إلى بيت الجاهلية، والمعنى يقال: ذو الخلصة، ويقال له:


(١) "فتح الباري" (٧/ ١٣٢).
(٢) "إرشاد الساري" (٨/ ٣٣٥).
(٣) "فتح الباري" (٧/ ١٣٢).
(٤) "لامع الدراري" (٨/ ٢٠١ - ٢٠٣).
(٥) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٢/ ٣١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>