للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما قيل: عشرين سنة حينئذ، وكان سنّ الحسن إذ ذاك ثمان سنين، وأجيب باحتمال أن يكون أقعد أسامة على فخذه لنحو مرض أصابه فمرَّضَه بنفسه الشريفة لمزيد محبته له، وجاء الحسن فأقعده على الآخر، أو أن إقعادهما ليس في وقت واحد، أو عبَّر به عن إقعاده بحذاء فخذه لينظر في مرضه بقوله: "فيقعدني على فخذه" مبالغة في شدة قربه منه، انتهى.

[(٢٣ - باب حسن العهد من الإيمان)]

قال أبو عبيد: العهد هنا رعاية الحرمة، وقال عياض: هو الاحتفاظ بالشيء والملازمة له، وقال الراغب: حفظ الشيء ومراعاته حالًا بعد حال، إلى آخر ما بسط الحافظ (١).

وقال القسطلاني (٢): فإن قلت: ما وجه المطابقة بين الحديث والترجمة؟ أجيب بأن لفظ الترجمة ورد في حديث عائشة عند الحاكم والبيهقي في "الشعب" قالت: "جاءت عجوز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: كيف أنتم، كيف حالكم، كيف كنتم بعدنا؟ قالت: بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فلما خرجت قلت: يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال؟ فقال: يا عائشة إنها كانت تأتينا زمان خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان"، فاكتفى البخاري بالإشارة على عادته تشحيذًا للأذهان، تغمده الله تعالى بالرحمة والرضوان، انتهى. وهكذا في "الفتح".

(٢٤ - باب فضل من يعول يتيمًا)

أي: يربيه وينفق عليه، كذا في "الفتح" (٣).


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٤٣٥)، وانظر: "غريب الحديث" (٣/ ١٣٨)، "مشارق الأنوار" (٢/ ١٣٠)، "المفردات" (ص ٥٩١).
(٢) "إرشاد الساري" (١٣/ ٤١، ٤٢)، و"فتح الباري" (١٠/ ٤٣٦).
(٣) "فتح الباري" (١٠/ ٤٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>