للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[٦٤ - كتاب المغازي]

كذا في النسخ الهندية، وكذا في نسخ الشروح بعد البسملة.

قال الحافظ (١): كذا لأبي ذر، ولغيره تأخير البسملة عن قوله: "كتاب المغازي"، ولابن عساكر "باب في المغازي، غزوة العشيرة أو العسيرة"، والمغازي جمع مغزى، يقال: غزا يغزو غزوًا ومغزى، والأصل غزو، والواحدة غزوة وغزاة والميم زائدة، وعن ثعلب: الغزوة المرة والغزاة عمل سنة كاملة، وأصل الغزو القصد، ومغزى الكلام مقصده، والمراد بالمغازي ههنا ما وقع من قصد النبي - صلى الله عليه وسلم - الكفار بنفسه أو بجيش من قبله، وقصدهم أعم من أن يكون إلى بلادهم أو إلى الأماكن التي حلّوها حتى دخل مثل أُحد والخندق، انتهى.

وقال القسطلاني (٢) تبعًا للعيني: المغازي جمع مغزى، والمغزى يصلح أن يكون مصدرًا تقول: غزا يغزو غزوًا ومغزىً، ويصلح أن يكون موضع الغزو، ولكن كونه مصدرًا متعين ههنا، انتهى من "الفتح" بزيادة.

قلت: والغزوة في اصطلاح المحدثين وأهل السير: ما خرج فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بنفسه الشريفة ويقابلها السرية، وهو ما لم يحضره بنفسه الشريفة، وهذا هو المعروف صرّح به الزرقاني على "المواهب" (٣) وغيره كما ذكر في هامش "اللامع" (٤)، إلا أن الإمام البخاري رحمه الله تعالى لم يفرق بينهما، ولذا ذكر في كتاب المغازي السرايا والبعوث أيضًا، ويؤيده ما تقدم من كلام الحافظ.


(١) "فتح الباري" (٧/ ٢٧٩).
(٢) "إرشاد الساري" (٩/ ٣)، و"عمدة القاري" (١٢/ ٣).
(٣) "شرح الزرقاني على المواهب" (٢/ ٢٢٠).
(٤) "لامع الدراري" (٨/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>