للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الخلاف في أن الفقير الصابر أفضل أم الغني الشاكر؟ فهو مشهور، انتهى.

وبسط الحافظ (١) الكلام على مسألة التفضيل بين الغني الشاكر والفقير الصابر، فارجع إليه لو شئت.

[(١٧ - باب كيف كان عيش النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. . .) إلخ]

أي: في حياته، (وتخليهم عن الدنيا) أي: عن ملاذِّها والتبسط فيها، ذكر فيه ثمانية أحاديث، قاله الحافظ (٢).

قلت: وقد أخرج الإمام أبو داود في "باب الإمام يقبل هدايا المشركين" من "كتاب الخراج" حديثًا طويلًا في بيان معيشة النبي - صلى الله عليه وسلم - ونفقته من حديث عبد الله الهوزني قال: لقيت بلالًا مؤذنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحلب فقلت: يا بلال! حدثني كيف كانت نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: ما كان له - صلى الله عليه وسلم - شيء، كنت أنا الذي أَلِيْ ذلك [منه] منذ بعثه الله تعالى حتى توفي - صلى الله عليه وسلم -، فذكر حديثًا طويلًا فيه قصة، فارجع إليه لو شئت (٣).

[(١٨ - باب القصد والمداومة على العمل)]

القصد: سلوك الطريق المعتدلة، أي: استحباب ذلك، وسيأتي أنهم فسّروا السداد بالقصد، وبه تظهر المناسبة، قاله الحافظ (٤).

وقال أيضًا: ذكر المصنف فيه ثمانية أحاديث أكثرها مكرر، وفي بعضها زيادة على بعض، ومحصل ما اشتملت عليه الحثّ على مداومة العمل الصالح وإن قلّ، وأن الجنة لا يدخلها أحد بعمله بل برحمة الله، وقصة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - الجنة والنار في صلاته، والأول هو المقصود


(١) "فتح الباري" (١١/ ٢٧٤).
(٢) "فتح الباري" (١١/ ٢٨٣).
(٣) "سنن أبي داود" (٣٠٥٥).
(٤) "فتح الباري" (١١/ ٢٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>