للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ (١): كذا لأبي ذر وسقطت البسملة للنسفي، ولغيرهما "تنزيل السجدة" حسب، انتهى.

قال العلامة العيني (٢): قال مقاتل: هي مكية وفيها من المدني {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} الآية [السجدة: ١٦] فإنها نزلت في الأنصار، قال السخاوي: نزلت بعد {قَدْ أَفْلَحَ} وقبل الطور، انتهى.

قوله: (وقال ابن عباس: {الْجُرُزِ} التي لا تمطر) أي: في تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} [السجدة: ٢٧].

قال الحافظ (٣): وصله الطبري من طريق ابن أبي نجيح عن رجل عن مجاهد عنه مثله، وذكره الفريابي وإبراهيم الحربي في "غريب الحديث" من طريق ابن أبي نجيح عن رجل عن ابن عباس كذلك، زاد إبراهيم: وعن مجاهد قال: هي أرض أبين، وأنكر ذلك الحربي وقال: أبين مدينة معروفة باليمن، فلعل مجاهدًا قال ذلك في وقت لم تكن أبين تنبت فيه شيئًا، وأخرج ابن عيينة في تفسيره عن عمرو بن دينار عن ابن عباس في قوله: {إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} قال: هي أرض باليمن، وقال أبو عبيدة: {الْأَرْضِ الْجُرُزِ}: اليابسة الغليظة التي لم يصبها مطر، انتهى من "الفتح".

(١ - باب قوله: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ} [السجدة: ١٧])

قرأ الجمهور {أُخْفِيَ} بالتحريك على البناء للمفعول، وقرأ حمزة بالإسكان فعلًا مضارعًا مسندًا للمتكلم، ويؤيده قراءة ابن مسعود "نخفي" بنون العظمة، وقرأها محمد بن كعب "أخفى" بفتح أوله وفتح الفاء على البناء للفاعل وهو الله، ونحوها قراءة الأعمش "أخفيت"، وذكر المصنف في آخر الباب أن أبا هريرة قرأ: "قُرّات أعين" بصيغة الجمع وبها قرأ ابن مسعود أيضًا وأبو الدرداء، قال أبو عبيدة: ورأيتها في المصحف الذي يقال له


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥١٥).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٢٣١، ٢٣٢).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٥١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>