للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت عشرًا. انتهى كله من "الفتح" (١).

وبسط الحافظ الكلام في شرح حديث الباب أشد البسط. وذكر قصة المعراج صاحب "مجمع البحار" (٢) في السنة الثانية عشر من المبعث، وكذا صاحب "الخميس" (٣).

ومن المباحث التي ذكرها العلماء في حديث المعراج ما قال الحافظ (٤) وبسطه شارح "المواهب" (٥) أيضًا: وقد اختلف في الحكمة في اختصاص كل من الأنبياء بالسماء التي التقاه بها، فقيل: ليظهر تفاضلهم في الدرجات، وقيل: لمناسبة تتعلق بالحكمة في الاقتصار على هؤلاء دون غيرهم من الأنبياء، فقيل: أمروا بملاقاته، فمنهم من أدركه في أول وهلة، ومنهم من تأخر فلحق، ومنهم من فاته، وهذا زيَّفه السهيلي فأصاب. وقيل: الحكمة في الاقتصار على هؤلاء المذكورين للإشارة إلى ما سيقع له - صلى الله عليه وسلم - مع قومه من نظير ما وقع لكل منهم، ثم بسطه الحافظ.

[(٤٣ - باب وفود الأنصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة)]

قال العلامة العيني (٦): أي هذا باب في بيان وفود الأنصار؛ أي: قدومهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة، قوله: "وبيعة العقبة"؛ أي: التي ينسب إليها جمرة العقبة، وهي بمنى، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرض نفسه على القبائل في كل موسم، وأنه أتى كندة وبني حنيفة وبني كلب وبني عامر بن صعصعة وغيرهم، فلم يجب أحد منهم إلى ما سأل، وقال موسى بن عقبة عن الزهري: كان يقول لهم: لا أكره أحدًا منكم على شيء، بل أريد أن تمنعوا من يؤذيني حتى أبلغ رسالة ربي. فلا يقبله أحد، بل يقولون: قوم الرجل أعلم به. فبينا هو عند العقبة إذ لقي رهطًا من الخزرج، فدعاهم إلى الله


(١) "فتح الباري" (٧/ ٢٠٣).
(٢) "مجمع بحار الأنوار" (٥/ ٢٧٣).
(٣) "تاريخ الخميس" (١/ ٣٠٦).
(٤) "فتح الباري" (٧/ ٢١٠).
(٥) "شرح المواهب اللدنية" (٨/ ١٤٢).
(٦) "عمدة القاري" (١١/ ٦١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>