للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمسك المعتزلة بهذا على أن صاحب الكبيرة غير مؤمن؛ لأنه إذا دخل النار فقد أخزاه الله والمؤمن لا يخزى لقوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} الآية [التحريم: ٨]، فوجب أن من يدخل النار لا يكون مؤمنًا، وأجيب بأن الخزي فسر بوجوه من المعاني فلم لا يجوز أن يراد في كل صورة معنى مثلًا في قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ. . .} إلخ، أي: لا يهلكهم، وفي الأول يريد الإهانة، والحاصل أن لفظ الإخزاء مشترك بين الإهلاك والتخجيل، واللفظ المشترك لا يمكن حمله في طريق النفي والإثبات على معنييه جميعًا، وحينئذ يسقط الاستدلال به، انتهى.

قال الحافظ (١): ذكر المصنف فيه حديث ابن عباس المذكور وليس فيه إلا تغيير شيخ شيخه فقط، وسياق الرواية في هذا الباب أتم من تلك، انتهى.

(٢٠ - باب قوله: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} الآية [آل عمران: ١٩٣])

ذكر فيه الحديث المذكور عن شيخ له آخر عن مالك، وساقه أيضًا بتمامه، انتهى من "الفتح" (٢).

قال القسطلاني (٣): قوله: {مُنَادِيًا} هو محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ} [الأحزاب: ٤٦]، وقيل: القرآن لقوله تعالى: {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} [الجن: ٢] فكأنه يدعو إلى نفسه، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٨/ ٢٣٦).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢٣٧).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ١٤٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>