للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الحافظ (١): كذا لأبي ذر في الترجمة، وفي سياق الحديث، ولغيره: وسبح بالواو فيهما وهو الموافق للتلاوة، فهو الصواب، وعندهم أيضًا: {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} وهو الموافق لآية السورة، ثم أورد فيه حديث جرير: "إنكم سترون ربكم" الحديث وفي آخره: ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا} [طه: ١٣٠] وهذه الآية في طه.

قال الكرماني: المناسب لهذه السورة و"قبل الغروب" لا غروبها قلت: لا سبيل إلى التصرف في لفظ الحديث، وإنما أورد الحديث هنا لاتحاد دلالة الآيتين، وقد تقدم في الصلاة، وكذا وقع هنا في نسخة من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد بلفظ: ثم قرأ {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}، انتهى.

(٥١) {وَالذَّارِيَاتِ}

كذا في "الهندية" و"القسطلاني"، وفي نسخة "الفتح" و"العيني" بزيادة لفظ السورة والبسملة بعدها.

قال العيني (٢): وهي مكية كلها قاله مقاتل وغيره، وقال السخاوي: نزلت بعد سورة الأحقاف وقبل سورة الغاشية، انتهى.

قال الحافظ (٣): والواو للقسم والفاءات بعدها عاطفات من عطف المتغايرات وهو الظاهر، وجوّز الزمخشري أنها من عطف الصفات وأن الحاملات وما بعدها من صفات الريح، انتهى.

قوله: ({إلا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] ما خلقت أهل السعادة. . .) إلخ، قال العلامة العيني (٤): فإن قلت: ما الفرق بين هذين التأويلين؟ قلت: الأول لفظ عام أريد به الخصوص، وهو أن المراد أهل السعادة من الفريقين، والثاني على عمومه بمعنى خلقهم معدين لذلك، لكن منهم من أطاع ومنهم


(١) "فتح الباري" (٨/ ٥٩٨).
(٢) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٣٧).
(٣) "فتح الباري" (٨/ ٥٩٩).
(٤) "عمدة القاري" (١٣/ ٣٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>