للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (فأمر لنا بخمس ذود. . .) إلخ، قال العلامة السندي (١): هو بإضافة خمس إلى ذود، وذود جمع ناقة معنى، وإضافة اسم العدد إليه تفيد أن آحادها خمس، كل واحد من تلك الآحاد ناقة لا ذود، إلى آخر ما بسط في ضبط هذا اللفظ وإعرابه ومعناه، فارجع إليه لو شئت.

[(٥٧ - باب قراءة الفاجر والمنافق. . .) إلخ]

غرض الترجمة ظاهر، وهو أن التفاوت في قراءتهم باعتبار أفعالهم، والمتلو واحد لا تفاوت فيه، ولا يبعد أيضًا أن يقال: إن الإمام البخاري أشار بالترجمة إلى الردّ على ما نقل عن محمد بن أسلم الطوسي، كما حكاه عنه الحافظ في موضع آخر، وتقدم مبسوطًا في مقدمة "اللامع" من أنه قال: الصوت من المصوت كلام الله، وهي عبارة رديئة لم يرد ظاهرها، وإنما أراد نفي كون المخلوق متلوًّا، وقد وقع ذلك لإمام الأئمة محمد بن خزيمة، ثم رجع، وله في ذلك مع تلامذته قصة مشهورة، ثم قال: إن قول من قال: إن الذي يسمع من القاري هو الصوت القديم لا يعرف عن السلف، ولا قاله أحمد، ولا أئمة أصحابه، وإنما سبب نسبة ذلك لأحمد قوله: من قال: "لفظي بالقرآن مخلوق" فهو جهمي، فظنوا أنه سوّى بين اللفظ والصوت، ولم يُنْقل عن أحمد في الصوت ما نقل عنه في اللفظ، بل صرّح في مواضع بأن الصوت المسموع من القارئ هو صوت القارئ، إلى آخر ما تقدم في مقدمة "اللامع" (٢) في بيان ردّ ما نقم على البخاري.

قوله: (فيقرقرها. . .) إلخ، اختلف في هذا الحديث في موضعين: الأول: في لفظ "يقرقر" بالقافين والرائين، كما في حديث الباب، وتقدم في "بدء الخلق" في "باب صفة إبليس وجنوده" بلفظ: "وتقرها" بقاف وشدة


(١) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٤/ ٣٠٩).
(٢) انظر: "لامع الدراري" (١/ ٥٦، ٥٧) و (١٠/ ٣٨٩، ٣٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>