للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تفسير {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق: ١]، وسأذكر هنا ما لم يتقدم ذكره في الموضعين غالبًا، إلى آخر ما ذكر، فارجع إليه لو شئت.

[(٢ - باب رؤيا الصالحين)]

قال الحافظ (١): الإضافة إليه للفاعل لقوله في حديث الباب: "يراها الرجل الصالح"، وكأنه جمع إشارةً إلى أن المراد بالرجل الجنس، وقال في شرح الحديث: قال المهلب: المراد غالب رؤيا الصالحين، وإلا فالصالح قد يرى الأضغاث، ولكنه نادر لقلة تمكن الشيطان منهم، بخلاف عكسهم فإن الصدق فيها نادر لغلبة تسلط الشيطان عليهم، قال ابن العربي: رؤيا المؤمن الصالح هي التي تنسب إلى أجزاء النبوة، ومعنى صلاحها استقامتها وانتظامها، قال: وعندي أن رؤيا الفاسق لا تعد في أجزاء النبوة، وقيل: تعد من أقصى الأجزاء، وأما رؤيا الكافر فلا تعد أصلًا، وأخرج مسلم (٢) من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا"، ثم بسط الحافظ الكلام على شرح حديث الباب: "جزء من ستة وأربعين جزءًا" الحديث، وكذا على اختلاف ألفاظ الواردة فيه.

[(٣ - باب الرؤيا من الله)]

قال الحافظ (٣): أي: مطلقًا، وإن قيدت في الحديث بالصالحة فهو بالنسبة إلى ما لا دخول للشيطان فيه، وأما ما له فيه دخل فنسبت إليه نسبة مجازية مع أن الكل بالنسبة إلى الخلق والتقدير من قبل الله تعالى، وإضافة الرؤيا إلى الله تعالى للتشريف، وظاهر قوله: "الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان" أن التي تضاف إلى الله لا يقال لها: حلم، والتي تضاف للشيطان، لا يقال لها: رؤيا، وهو تصرف شرعي، وإلا فالكل يسمى رؤيا، انتهى.


(١) "فتح الباري" (١٢/ ٣٦١، ٣٦٢).
(٢) "صحيح مسلم" (رقم ٢٢٦٣).
(٣) "فتح الباري" (١٢/ ٣٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>