للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحاديث الصحيحة فيقول: "اللَّهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك" مثله، وزاد في آخره: "في العالمين"، وقال في "الأذكار" مثله، وزاد: "عبدك ورسولك" بعد قوله: "محمد" في "صل"، ولم يزدها في "بارك"، وقال في "التحقيق" و"الفتاوى" مثله إلا أنه أسقط "النبي الأمي" في "وبارك"، وفاته أشياء لعلها توازي قدر ما زاده أو تزيد عليه، ثم ذكرها الحافظ.

قلت: قال النووي: في "الأذكار" (١): والأفضل أن يقول: "اللَّهم صل على محمد عبدك ورسولك النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد وأزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد"، روينا هذه الكيفية في "صحيحي البخاري ومسلم" عن كعب بن عجرة مرفوعًا إلا بعضها فهو صحيح من رواية غير كعب، انتهى.

ثم ما يستشكل ههنا في التشبيه بالصلاة الإبراهيمة؟ أجاب عنه الحافظ بعشرة أوجه، فارجع إليه لو شئت (٢).

[(٣٤ - باب هل يصلى على غير النبي - صلى الله عليه وسلم -؟)]

أي: استقلالًا أو تبعًا، ويدخل في الغير الأنبياء والملائكة والمؤمنون، ثم بسط الحافظ الكلام على ذلك (٣).

وقال القسطلاني (٤) تحت حديث ابن أبي أوفى: تمسك بذلك من جوّز الصلاة على غير الأنبياء استقلالًا، وهو مقتضى صنيع المصنف رحمه الله تعالى لأنه صدَّر بالآية ثم بالحديث الدالّ على الجواز مطلقًا، انتهى.


(١) "الأذكار" (ص ١٢٤).
(٢) راجع: "فتح الباري" (١١/ ١٦١).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ١٦٩).
(٤) "إرشاد الساري" (١٣/ ٤١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>