للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فليس فيها تكرير الدعاء، ووقع عند مسلم في هذا الحديث: "فدعا ثم دعا ثم دعا"، انتهى.

قلت: وتقدم توجيهه في أبواب السحر من آخر "كتاب الطب".

[(٦٠ - باب الدعاء على المشركين)]

ذكره ههنا مطلقًا، وذكر في "كتاب الجهاد" "باب الدعاء على المشركين بالهزيمة والزلزلة"، ومطابقة أحاديث الباب بالترجمة ظاهرة (١).

[(٦١ - باب الدعاء للمشركين)]

قال العلامة العيني (٢): وقد تقدمت هذه الترجمة في "كتاب الجهاد"، لكن قال: "باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم"، ثم أخرج حديث أبي هريرة الذي هو حديث الباب، فوجه البابين أعني "باب الدعاء على المشركين" و"باب الدعاء للمشركين" باعتبارين، ففي الأول مطلق الدعاء عليهم لأجل تماديهم على كفرهم وإيذائهم المسلمين، وفي الثاني الدعاء بالهداية ليتألفوا بالإسلام، انتهى.

قال الحافظ (٣): وحكى ابن بطال: أن الدعاء للمشركين ناسخ للدعاء على المشركين، ودليله قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: ١٢٨] قال: والأكثر على أن لا نسخ، وأن الدعاء على المشركين جائز، وإنما النهي عن ذلك في حق من يرجى تألفهم ودخولهم في الإسلام، إلى آخر ما قال.

وفي "الفيض" (٤) تحت ترجمة الباب: المراد به الدعاء له للإسلام، أما الدعاء بالنفع الدنيويّ لهم، فهو أيضًا جائز، انتهى.


(١) انظر: "عمدة القاري" (١٥/ ٤٧٧).
(٢) "عمدة القاري" (١٥/ ٤٨٠).
(٣) "فتح الباري" (١١/ ١٩٦).
(٤) "فيض الباري" (٦/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>