للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راء، وتقدم البسط في هامش "اللامع" في هذا الاختلاف ومعناه، واختلفوا في معنى اللفظ الثاني على قولين: أحدهما "يقرها" أي: يصبها، تقول: قررت على رأسه دلوًا إذا صببته، والثاني: "يقرها" يصوتها، يقال: قرّ الطائر إذا صوّت وفسروا اللفظ الأول بقولهم: يقرقرها، أي: يرددها، يقال: قرقرت الدجاجة قرقرةً إذا رددت صوتها.

والموضع الثاني: اختلافهم في لفظ "الدجاجة" و"الزجاجة"، وبسط في هامش "اللامع" في "باب صفة إبليس" اختلاف المحدثين في تصحيح أحد اللفظين وتصحيفه، إلى آخر ما ذكر في هامش "اللامع" (١) في موضعين ههنا، وفي "بدء الخلق".

أما مناسبة الحديث بالترجمة فقال الحافظ (٢): تعرض له ابن بطال ولخصه الكرماني، وقال: لمشابهة الكاهن بالمنافق من جهة أنه لا ينتفع بالكلمة الصادقة لغلبة الكذب عليه ولفساد حاله، كما أن المنافق لا ينتفع بقراءته لفساد عقيدته، والذي يظهر لي من مراد البخاري أن تلفظ المنافق بالقرآن كما يتلفظ به المؤمن فتختلف تلاوتهما، والمتلو واحد، فلو كان المتلو عين التلاوة لم يقع فيه تخالف، وكذلك الكاهن في تلفظه بالكلمة من الوحي التي يخبره بها الجني مما يختطفه من الملك تلفظه بها، وتلفظ الجني مغاير لتلفظ الملك فتفاوتا، انتهى.

قوله: (لا يجاوز تراقيهم) بسط الكلام في شرحه وفيما يستفاد من هذا الحديث في هامش "اللامع" (٣)، فليراجع.


(١) انظر: "لامع الدراري" (١٠/ ٢٩١).
(٢) "فتح الباري" (١٣/ ٥٣٦)، و"شرح ابن بطال" (١٠/ ٥٥٧)، و"شرح الكرماني" (٢٥/ ٢٤٧).
(٣) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>