للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباد": ذكر - صلى الله عليه وسلم - أن بعضهم يزيد على بعض في القراءة وبعضهم ينقص، فهم يتفاضلون في التلاوة بالكثرة والقلة، وأما المتلو وهو القرآن فإنه ليس فيه زيادة ولا نقصان، ويقال: فلان حسن القراءة ورديء القراءة، ولا يقال: حسن القرآن ولا رديء القرآن، وإنما يسند إلى العباد القراءة لا القرآن؛ لأن القرآن كلام الربّ، والقراءة فعل العبد، انتهى من "الفتح" (١).

وفي "تراجم شيخ مشايخنا الدهلوي" (٢): قوله: "ثم أوتيتم القرآن فعملتم. . ." إلخ، فكلام الله تعالى معمول به متلو وهو عمل من الأعمال، انتهى.

وفي "تقرير شيخ الهند": أشار إلى أن التلاوة فعل العبد اللاحق بالقرآن، وهذا الفعل حادث، والقرآن قديم، والغرض أن القرآن ليس بحادث، وأثبته البخاري بأبواب كثيرة إلا أن ما هو فعل العبد وكسبه يكون حادثًا، قوله: "وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - الإسلام والصلاة عملًا. . ." إلخ، فيه إشارة خفية إلى ردِّ ما قالوا من أن هذه الثلاثة قديم، وإنما مناسبته بالباب بأنه أشار إلى أن الحمل في الآية بمعنى العمل، {لَمْ يَحْمِلُوهَا} أي: لم يعملوا عليها فكأنه تفسير للآية، انتهى.

وقال العلامة السندي (٣): قوله: "يتلونه حق تلاوته: يتبعونه. . ." إلخ، الظاهر أنه فسّر "يتلون" بـ "يتبعون" على أنه من المتلو بمعنى التبع، لا من التلاوة بمعنى القراءة، ويحتمل أنه أخذ العمل من قوله: حق تلاوته، إذ لا يكون الإنسان مؤديًا للتلاوة حقها إلا إذا عمل بالمتلو كما ينبغي العمل به، والله أعلم، انتهى من هامش "اللامع" (٤) مختصرًا.


(١) "فتح الباري" (١٣/ ٥٠٨).
(٢) "شرح تراجم أبواب البخاري" (ص ٤٤٨).
(٣) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٤/ ٣٠٦).
(٤) "لامع الدراري" (١٠/ ٣٣٣، ٣٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>