للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التراب، أو قال: البناء وأخرج أبو داود من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: "مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا أطين حائطًا فقال: الأمر أعجل من ذلك"، وصححه الترمذي وابن حبان، وأخرج أبو داود أيضًا من حديث أنس رفعه: "أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا" أي: إلا ما لا بد منه، انتهى من "الفتح" (١).

وفي "البذل" (٢) في شرح قوله: "ما أرى الأمر إلا أعجل من ذلك": كتب مولانا محمد يحيى المرحوم في تقريره: ليس فيه نهي عما كانوا فيه من الإصلاح، بل المقصود تذكيرهم المنية والتنبيه على أن المرء لا ينبغي له أن يلهو بشيء من المشاغل عن مصيره وعاقبته، انتهى.

وأما مطابقة الحديث بالترجمة فما في هامش "اللامع" (٣) من "تقرير المكي": قوله: "بنيت بيدي. . ." إلخ، إشارة إلى صغر ذلك البنيان لأنه إذا بناه بيده وحده ولم يشاركه أحد في بنائه فما ظنك بأنه لا يكون صغيرًا، انتهى.

وقال الحافظ (٤): قوله: "ما أعانني عليه أحدٌ" هو تأكيد لقوله: "بنيت بيدي"، وإشارة إلى خفة مؤنة، انتهى.

ثم ما وقع في الحديث من التعارض في قوله: "والله لقد بنى. . ." إلخ، ذكر الكلام عليه في "اللامع" (٥) وهامشه فارجع إليه.

ثم البراعة في قوله: "منذ قبض النبي - صلى الله عليه وسلم -" (٦).

* * *


(١) "فتح الباري" (١١/ ٩٢، ٩٣).
(٢) "بذل المجهود" (١٣/ ٦٢٤).
(٣) "لامع الدراري" (١٠/ ٦٤).
(٤) "فتح الباري" (١١/ ٩٣).
(٥) انظر: "لامع الدراري" (١٠/ ٦٤).
(٦) انظر: "مقدمة لامع الدراري" (١/ ١١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>