للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خاتم من شبه فقال: ما لي أجد منك ريح الأصنام، فطرحه، ثم جاء وعليه خاتم من حديد فقال: ما لي أرى عليك حلية أهل النار، فطرحه" الحديث.

وقال الحافظ (١) تحت ترجمة الباب: قد ذكرت ما ورد فيه في الباب الذي قبله وكأنه لم يثبت عنده شيء من ذلك على شرطه، انتهى.

وأشار الحافظ بقوله: قد ذكرت، ما تقدم في الباب السابق من رواية أبي داود: "كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديد ملويّا عليه فضة" الحديث، واختلفوا في التختم بالحديد كما سيأتي ذكر الخلاف فيه لو كان خاتم الحديد ملويًّا عليه فضة حتى لا يرى جاز، صرَّح به ابن عابدين، ففي "الدر المختار" (٢): ولا يتختم إلا بالفضة لحصول الاستغناء بها، فيحرم بغيرها كحجر وذهب وحديد وصفر ورصاص وزجاج وغيرها، انتهى.

وذكر ابن عابدين في الاستدلال عليه حديث أبي داود المذكور، وهذا الحديث صححه ابن حبان كما قال الحافظ، وقال المناوي (٣) تعقبًا على كلام النووي: وخبر النهي عنه ضعيف إذ قال: واعترض بقول بعض الحفاظ: إن له شواهد إن لم ترقه إلى درجة الصحة لم تدعه ينزل عن درجة الحسن، ثم قال: والإنصاف أن خبر النهي دليل صالح للكراهة التنزيهية، انتهى.

وفي هامشي على "البذل" (٤): قال ابن العربي في "شرح الترمذي" (٥): الأحاديث في ذلك صحاح، وإن لم يكن في الصحيح، ويعضده الإجماع على تركه عملًا، انتهى.

وقال النووي في "شرح مسلم" (٦): لأصحابنا في كراهة خاتم الحديد وجهان، أصحهما لا يكره، انتهى.


(١) "فتح الباري" (١٠/ ٣٢٣).
(٢) "ردّ المحتار" (٩/ ٥١٧، ٥١٨).
(٣) "جمع الوسائل شرح الشمائل" (١/ ١٣٩).
(٤) "بذل المجهود" (١٢/ ٢٥٠).
(٥) "شرح الترمذي" (٧/ ٢٧٩).
(٦) "شرح النووي على صحيح مسلم" (٥/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>