للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وصالح في "الجهاد" فقالا عن الزهري: "كيف نسبه؟ "، والاثنان أولى بالحفظ من واحد، مع أن معمرًا قد ينفرد عن الزهري ببعض الألفاظ، ولعله عبَّر النسب بالحسب على جهة الرواية بالمعنى، فإن النسب الشريف يستلزم الحسب غالبًا، وقد قال النووي (١): معنى قوله: "كيف حسبه فيكم؟ "، أي: نسبه.

وها هنا إشكال آخر ذكره الحافظ فقال (٢): واستشكل الجواب؛ لأنه لم يزد على ما في السؤال؛ لأن السؤال تضمَّن أن له نسبًا أو حسبًا، والجواب كذلك، وأجيب بأن التنوين يدل على التعظيم كأنه قال: هو فينا ذو نسب كبير، أو حسب رفيع، انتهى.

(أحد قط) بتشديد الطاء لا يستعمل إلا في النفي، واستعماله ها هنا في الإثبات نادر، وقيل: إن الاستفهام يتضمن النفي، أي: هل قاله أحد أو لم يقل أحد قط، كذا في "القسطلاني" (٣).

(بل ضعفاؤهم) وتخصيص الشرف ها هنا باعتبار النخوة، لئلا يخرج (٤) نحو العمرين وحمزة وغيرهم، وتعقبه "العيني" (٥) بأن العمرين وحمزة - رضي الله عنهم - كانوا من أهل النخوة، فقول أبي سفيان يبني على الغالب، كذا في "القسطلاني".

(سخطة لدينه) يخرج منه من ارتد لِحَظِّ نفسه كعُبيد الله بن جحش، كذا في "القسطلاني" (٦)، وبسط الشيخ الكلام عليه في "اللامع" (٧).


(١) "شرح صحيح مسلم" (٦/ ٣٤٩).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٢١٧).
(٣) "إرشاد الساري" (١/ ١٢٨).
(٤) قوله: "لئلا يخرج" كذا في الأصل، وفي "إرشاد الساري": "ليخرج"، وهو الظاهر.
(٥) انظر: "عمدة القاري" (١/ ١٣٨).
(٦) "إرشاد الساري" (١/ ١٢٩).
(٧) "لامع الدراري" (١/ ٥٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>