للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي كان يهواه عمر لهن، إذ الحجاب الشرعي قد كان نزل من قبل، والحاصل أن عمر كان يهوى أن لا يخرجن محتجبات أيضًا ويتبرزن في البيوت، فصار ذلك مستحبًا بعد زمان، وإن بقي الجواز بعده أيضًا، فالفاء في قوله: "فأنزل الله" ليست للتعقيب الغير المتراخي، انتهى.

وفي هامشه: وعلى هذا التوجيه لا يبقى الإشكال الذي أورده الكرماني من التعارض بين الروايتين والتفصيل في هامش "اللامع".

ثم إنه قد ترجم المصنف في كتاب الاستئذان بقوله: "باب آية الحجاب" وذكر فيه حديث أنس في قصة بناء النبي - صلى الله عليه وسلم - بزينب بنت جحش، والثاني حديث عائشة في قصة سودة وهناك فيه زيادة ليست ها هنا، وهي قوله: "قالت: فأنزل الله - عز وجل - آية الحجاب" فيشكل ها هنا نزول آية الحجاب في قصتين.

قال العلامة القسطلاني (١): واستشكل بأنه ثبت أن قصة زينب كانت سببًا لنزول آية الحجاب فتعارضا، وأجيب: بأن عمر حرض على ذلك، حتى قال لسودة ما قال، فوقعت القصة المتعلقة بزينب فنزلت الآية، فكان كل من الأمرين سببًا لنزولها، أو أن عمر تكرر منه هذا القول قبل الحجاب وبعده، أو أن بعض الرواة ضم قصة إلى أخرى، انتهى.

ثم إنه قد ذكر العلامة القسطلاني ها هنا موافقات عمر - رضي الله عنه - بتمامها مبسوطًا، قال (٢): وقد تحصل من جملة الأخبار لعمر من الموافقات خمسة عشر: تسع لفظيات، وأربع معنويات، وثنتان في التوراة، ثم ذكرها، وفي هامش "الكوكب الدري" (٣): وقد وصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين، ذكرها صاحب "الجمل" والعلامة السيوطي في "تاريخ الخلفاء" وللسيوطي رسالة مستقلة فيها "قطف الثمر في موافقات عمر".


(١) "إرشاد الساري" (١٣/ ٢٨٥).
(٢) "إرشاد الساري" (١٠/ ٥٩٥).
(٣) "الكوكب الدري" (٢/ ٣٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>