للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (كل شيء قطع بالسكين) كالأترج وغيره من الفواكه، قيل: وهو من متك بمعنى بتك الشيء، أي: قطعه، فعلى هذا يحتمل أن يكون الميم بدلًا من الباء وهو بدل مطرد في لغة قوم، ويحتمل أن تكون مادة أخرى وافقت هذه، انتهى كله من "القسطلاني" (١).

قوله: (وقال بعضهم: واحدها شدّ) قال أبو عبيدة: الأشدّ جمع لا واحد له من لفظه، وحكى الطبري أنه واحد لا نظير له في الآحاد، وقال سيبويه: واحدها شدة، وكذا قال الكسائي لكن بلا هاء، انتهى من "الفتح" (٢).

قوله: (والمتكأ) بتشديد الفوقية وبعد الكاف همزة على قراءة الجمهور، اسم مفعول: (ما اتكأت عليه لشراب. . .) إلخ، أي: لأجل شراب، (وأبطل) قول (الذي قال): إن المتكأ هو (الأترج)، ولأبي ذر (الأترنج، وليس في كلام العرب الأترج) أي: ليس مفسّرًا في كلامهم به، وهذا أخذه من كلام أبي عبيدة ولفظه: وزعم قوم أنه الترنج وهذا أبطل باطل في الأرض، انتهى من "القسطلاني" (٣).

قلت: وكذا قال الشيخ قُدَّس سرُّه في "اللامع" (٤) إذ كتب: قوله: "وليس في كلام العرب. . ." إلخ، أي: المتكأ بمعنى الأترج؛ لأن الكلام فيه لا في الأترنج إلى آخر ما قال.

وبسط في هامشه الكلام في شرح هذا المقام من كلام الشرَّاح ومن "تقرير المكي"، وفي "الفتح" (٥): وأما المتكأ فقال أبو عبيدة: "أعتدت" أي: أعتدت لهن متكأ، أي: نمرقًا يتكأ عليه، وزعم قوم أنه الترنج، وهذا أبطل باطل في الأرض، ولكن عسى أن يكون مع المتكأ ترنج يأكلونه، ويقال: ألقي له متكأ يجلس عليه، انتهى.


(١) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣٤٤، ٣٤٥).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٣٥٨).
(٣) "إرشاد الساري" (١٠/ ٣٤٦).
(٤) "لامع الدراري" (٩/ ١١٠).
(٥) "فتح الباري" (٨/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>