للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هامشه: ما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه أوجه مما قاله الشرَّاح، فقد قال العيني: أشار بأن هذه الألفاظ الثلاثة معناها واحد وهو تأكيد التجبر، ووجه الأولوية أنه لا يبقى على هذا فائدة التكرار، وعلى ما أفاده الشيخ تظهر فائدته وهو التأكيد، انتهى.

وكتب الشيخ في "اللامع" (١): قوله: "والظهري ها هنا. . ." إلخ، أي: حيث يستعمل في معنى العون والمدد، وليس إشارة إلى ما في الآية؛ لأنه ليس فيها بالمعنى الذي ذكره بعد قوله "ها هنا"، انتهى.

وبسط في "هامشه" توضيح ذلك فارجع إليه لو شئت، وفيه أيضًا: أورد الشرَّاح على لفظة "ها هنا" على الإمام البخاري فقد قال العيني: إن أراد بقوله: "ها هنا" تفسير الظهري الذي في القرآن فلا يصح ذلك؛ لأن تفسير الظهري هو الذي ذكره أولًا، انتهى.

وفي "التيسير": لفظ "ها هنا" موهم أست كه ظهري در تفسير آية بإير معنى أست وإير باتفاق أهل علم باطل ونا درست أست، انتهى.

وقال القسطلاني: حذف "ها هنا" كما لأبي ذر أوجه، انتهى.

قلت: وما أفاده الشيخ قُدِّس سرُّه غاية توجيه الكلام لتصحيح كلام البخاري، وفي "تقرير المكي": والظهري ها هنا، أي: في كلامنا لا في الآية المذكورة، إلى آخر ما قال.

وكتب الشيخ قُدِّس سرُّه (٢): قوله: "مجريها ومرسيها" الظاهر: أن ها هنا نسختين وقع بينهما خلط من النساخ، إحداهما: مُجْرِيْهَا ومُرْسِيْهَا: من فعل به، والثانية: مُجراها ومُرساها، من فعل به، فكتب الناسخ متعلق الأول بالثاني وهذا هو الظاهر من بعض حواشي الكتاب، ولا يبعد أن يقال في توجيه العبارة المكتوبة ها هنا أن المراد بقوله: "فعل به" على زنة المجهول هو الفعل المتعدي لا المجهول، ولما كان الأصل في الأفعال هو


(١) "لامع الدراري" (٩/ ١٠٦).
(٢) المصدر السابق (٩/ ١٠٦، ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>