للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكرة، وقدم بعده عامر بن ربيعة عشية، ثم توجَّه مصعب بن عمير ليفقه من أسلم من الأنصار، ثم كان أول من هاجر بعد بيعة العقبة عامر بن ربيعة على ما ذكر ابن إسحاق، وسيأتي ما يخالفه في الباب الذي يليه وهو قول البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير. . . إلخ، ثم توجه باقي الصحابة شيئًا فشيئًا كما سيأتي في الباب الذي يليه، ثم لما توجَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - واستقر بها خرج من بقي من المسلمين، وكان المشركون يمنعون من قدروا على منعه منهم، فكان أكثرهم يخرج سرًّا إلى أن لم يبق منهم بمكة إلا من غلب على أمره من المستضعفين. انتهى من "الفتح".

وفي "تاريخ الخميس" (١): قال أصحاب السير: لما استقر رأي قريش بعد المشاورة على قتله - صلى الله عليه وسلم - أتاه جبرئيل وأخبره بذلك، وقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، وأذن الله عند ذلك بالخروج إلى المدينة، كذا في "معالم التنزيل"، وفي رواية: قال له جبريل: إن الله يأمرك بالهجرة.

وفي "شواهد النبوة" لما أمر - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة سأل جبرئيل عمن يهاجر معه، قال: أبو بكر الصديق؛ فمن ذلك اليوم سماه الله صديقًا؛ وعن ابن عباس قال: إن الله آذن نبيه في الهجرة بهذه الآية {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ} الآية [الإسراء: ٨٠]، أخرجه الترمذي وصححه والحاكم، كذا في "الوفاء" و"المواهب اللدنية". انتهى مختصرًا.

ثم ذكر المصنف في الباب نحوًا من ستة وعشرين حديثًا.

وقال الحافظ (٢) في شرح أثر عائشة: "لا هجرة اليوم، كان المؤمنون يفرّ أحدهم بدينه. . ." إلخ: أشارت عائشة إلى بيان مشروعية الهجرة، وأن سببها خوف الفتنة، والحكم يدور مع علته، فمقتضاه: أن من قدر على عبادة الله في أي موضع اتفق لم تجب عليه الهجرة منه وإلا وجبت. ومن


(١) "تاريخ الخميس" (١/ ٣٢٢، ٣٢٣).
(٢) "فتح الباري" (٧/ ٢٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>