للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أدمت بين الشيئين إذا خلطت بينهما؛ لأنه كان ماء وطينًا فخلطا جميعًا، انتهى (١).

قوله: (صلصال: طين. . .) إلخ، كتب الشيخ قُدِّس سرُّه في "اللامع" (٢): وذلك لأن الصوت مأخوذ في معناه، ولا يتصوت الطين ما لم يخالط معه شيء كالرمل ونحوه، وقيل: معناه: المنتن، وأيًّا ما كان فهو مضاعف، وأصله الصلّ، فألحق بالرباعي مبالغة في المعنى، انتهى.

وقال الحافظ (٣): "طين خلط. . ." إلخ، هذا هو تفسير الفراء، هكذا ذكره، وقال أبو عبيدة (٤): الصلصال اليابس الذي لم تصبه نار، فإذا نقرته صل فسمعت له صلصلة، فإذا طبخ بالنار فهو فخار، وكل شيء له صوت فهو صلصال، وروى الطبري عن قتادة بإسناد صحيح نحوه، انتهى.

قال المجد (٥): صَلَّ يَصِلّ صَليلًا: صَوَّتَ، كَصَلْصَلَ صَلْصَلَةً ومُصَلْصَلًا، انتهى.

(وطوله ستون ذراعًا) قال السندي (٦): الظاهر بالذراع المتعارف يومئذٍ عند المخاطبين، وقيل: بذراع نفسه، وهو مردود بأن الحديث مسوق للتعريف، فهذا رد إلى الجهالة؛ لأن حاصله أن ذراعه جزء من ستين جزءًا للطول، وهذا يتصور في طويل غاية الطول وقصير غاية القصر، وبأن ذراع كل واحد مثل ربعه، فلو كان ستين ذراعًا بذراع نفسه لكانت يده قصيرة في جنب طول جسده جدًا، ويلزم منه قبح الصورة وعدم اعتدالها، وأن يكون عديم المنافع المعدّة لها اليدان، وقد وقع ههنا في عبارة الحافظ ابن حجر سهو، وتبعه القسطلاني في ذلك، انتهى.


(١) "فتح الباري" (٦/ ٣٦٤).
(٢) "لامع الدراري" (٨/ ٣).
(٣) "فتح الباري" (٦/ ٣٦٤).
(٤) "مجاز القرآن" (١/ ٣٥٠) و (٢/ ٢٤٣).
(٥) "القاموس" (ص ٩٤١).
(٦) "صحيح البخاري بحاشية السندي" (٢/ ٢٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>