للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: يعارض هذا ما روي عن أبي هريرة أنه كان يلعب به (١).

وعن سعيد بن المسيب: "لا بأس به" (٢).

وعن ابن جبير أنه كان يلعب به (٣) (٤).

قيل: ما روينا عنهم أولى؛ لأنه يعضد قولهم ظاهر القرآن والأخبار، ولأن في قولهم احتياطًا وعلى أن أبا عبد الله بن بطة روى عنهم خلاف هذا فيما وقع إلي من تخريجاته، فقال: مر غالب بن عبد الله الحدثاني بقوم يلعبون بالشطرنج، فقال للحسن: مررت الساعة بقوم يعكفون على أصنام لهم (٥) (٦).

وقال أبو هريرة: إذا قال صاحب الشطرنج شاهك، قال له الملك: لعنك الله، إنه لا ملك إلا الله" (٧).

وقال ابن عمر: "لا تقل: شاهك. ولا تجلس إلى من يقول ذلك؛ فإن الله ملك الملوك" (٨).


(١) ذكره الماوردي في الحاوي (١٧/ ١٧٨)، وقال ابن الملقن في خلاصة البدر المنير (٢/ ٤٤٧): أثر أبي هريرة وابن الزبير أنهما كانا يلعبان بالشطرنج غريب عنهما.
وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ٤٩٣): أما ابن الزبير فلم أره، ويحتمل أن يريد به هشام بن عروة بن الزبير؛ كما ذكره الشافعي عنه. وأما أبو هريرة: فرواه أبو بكر الصولي في كتابه في الشطرنج بسنده إليه.
(٢) لم أقف عليه، وقال السخاوي في عمدة المحتج (ص ١٠٧): أسند الصولي من طريق نوح بن دراج عن عبد الملك بن أبي الصفراء "أن سعيدًا كان يلعب بالشطرنج". ونوح بن دراج كذبه ابن معين.
ومن طريق ابن لهيعة عن يحيى بن سعيد "أن سعيدًا لم يكن يرى بلعب الشطرنج بأسًا".
قال ابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ١٨١): وقد روي عن سعيد بن المسيب في الشطرنج أنها ميسر وهذا محمول عندنا على القمار لئلا تتعارض الروايات عنه.
(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى رقم (٢٠٩٢٢)، وفي معرفة السنن والآثار، رقم (٢٠١٣٥)، من طريق الربيع بن سليمان: سمعت الشافعي يقول: "لعب سعيد بن جبير بالشطرنج من وراء ظهره فيقول: بأيش دفع كذا؟ قال: بكذا قال: ادفع بكذا"، وفيه انقطاع بين الشافعي، وسعيد بن جبير.
(٤) ينظر: المهذب في فقه الإمام الشافعي (٣/ ٤٣٨)، المجموع شرح المهذب (٢٠/ ٢٢٨).
(٥) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، رقم (٦١٠٤).
(٦) ينظر: المبدع في شرح المقنع (٨/ ٣١٣)، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهي (٣/ ٧٠٢).
(٧) لم أقف عليه.
(٨) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>