للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثامن: وفاته ورثاؤه]

أولًا: وفاته:

توفي القاضي ليلة الاثنين بين العشاءين، في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، من سنة ثمانٍ وخمسين وأربعمائة، وكان عمره آنذاك ثمان وسبعين سنة (١). وكان من وصيته أن يكفن في ثلاثة أثواب، وأن لا يدفن معه في القبر غير ما غزله لنفسه من الأكفان، ولا يخرق عليه ثوب، ولا يقعد لعزاه (٢). وصلى عليه بجامع المنصور، ودفن بمقبرة الإمام أحمد بباب حرب (٣)، لم يُرَ في جنازة مثل هذا الجمع الذي لا يحصى، وعطلت الأسواق، ومشى مع جنازته، وجماعة الفقهاء والقضاة والشهود، وأفطر جماعة ممن تبعوه؛ وذلك لشدة الحر (٤).

وقال تلميذه علي ابن أخي نصر يرثيه (٥):

أسف دائم وحزن مقيم … لمصاب به الهدي مهدوم

مات نجل الفراء أم رجت الأر … ض أم البدر كاسف والنجوم

لهف نفسي على إمام حوى … الفضل بصير بالمشكلات عليم

خلق طاهر ووجه منير … وطريق إلى الهدى مستقيم

كان للدين عدة ولأهل الد … ين في النائبات خل حميم


(١) طبقات الحنابلة (٢/ ٢١٤).
(٢) المنتظم (٨/ ٢٤٤).
(٣) طبقات الحنابلة (٢/ ٢١٤).
(٤) المنتظم (٨/ ٢٤٤).
(٥) علي بن محمد بن الفرج بن إبراهيم البزاز المعروف بابن أخي نصر العكبري ذكره ابن الجوزي في الطبقات، وقال: سمع من أبي علي بن شاذان والحسن بن شهاب العكبري. وكان له تقدم في القرآن والحديث، والفقه والفرائض، وجمع إلى ذلك النسك والورع. وتوفي في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. ذيل طبقات الحنابلة (١/ ٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>