للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحتج: بما روي عن النبي : "على أهل كُلّ بيتٍ في كُلّ عامٍ أُضحية وعتيرة (١) " (٢). ولفظة: "على" تدل على الوجوب (٣).

والجواب: أنه يرويه أبو رملة (٤) عن مخنف (٥) وأبو رملة مجهول، ولا نعلم سماعه من مخنف، وقد قال ابن المنذر (٦): لا يثبت خبرُ مخنف عن ابن سليم، عن النبي : "على كُلّ أهل بيتٍ أُضحاة وعتيرة". ولو صحّ حملناه على الاستحباب.

بدليل: أنه قد قرن بها العتيرة وأحد لا يُوجبُها (٧).

وهكذا قال : "لكُلّ مُسلمٍ حقّ على كُلّ مُسلمٍ .. وأن يعُودهُ إذا مرض" (٨)، وليس


(١) العتيرة لغة: عتر الرمح يعتر عترا وعترانا، أي: اضطرب وتراءد في اهتزاز، والعتيرة: شاة تذبح ويصب دمها.
واصطلاحًا: هي شاة كانت الجاهلية تذبحها في العشر الأول من رجب للأصنام.
ينظر: كتاب العين (٢/ ٦٥)، إصلاح المنطق (ص ٢٨)، الهداية على مذهب الإمام أحمد (ص ٢٠٦)، المغني (٩/ ٤٦٤).
(٢) أخرجه أبو داود في كتاب الضحايا، باب ما جاء في إيجاب الضحايا رقم (٢٧٨٨)، والترمذي في أبواب الأضاحي رقم (١٥١٨)، والنسائي في كتاب الفرع والعتيرة، رقم (٤٢٢٤)، وابن ماجه في كتاب الأضاحي، باب الأضاحي واجبة هي أم لا؟ رقم (٣١٢٥)، وأحمد في مسنده رقم (١٧٨٨٩)، والبيهقي في سننه رقم (١٩٠٤٢) من حديث مخنف بن سليم الغامدي . قال أبو عيسى الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه، من حديث ابن عون.
قال الخطابي في معالم السنن للخطابي (٢/ ٢٢٦): هذا الحديث ضعيف المخرج وأبو رملة مجهول.
وقال الزيلعي في نصب الراية (٤/ ٢١١): قال عبد الحق: إسناده ضعيف، وقال ابن القطان: وعلته الجهل بحال أبي رملة، واسمه عامر، فإنه لا يعرف إلا بهذا، يرويه عنه ابن عون، وقد رواه عنه أيضًا ابنه حبيب بن مخنف، وهو مجهول أيضًا، كأبيه.
(٣) ينظر: بدائع الصنائع (٥/ ٦٢)، البحر الرائق (٨/ ١٩٧).
(٤) هو عامر أبو رملة (روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه)، روى عن: مخنف بن سليم الغامدي، وروى عنه: عبد الله بن عون. قال ابن حجر: لا يعرف.
ينظر: تهذيب الكمال (١٤/ ٨٥)، تهذيب التهذيب (٥/ ٨٤)، تقريب التهذيب، ص ٢٨٩.
(٥) هو مخنف بن سليم بن الحارث بن عوف بن ثعلبة (روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). روى عن: النبي ، وعلي بن أبي طالب، وأبي أيوب الأنصاري ، وروى عنه: ابنه حبيب بن مخنف بن سليم، وعامر أبو رملة، وعون بن أبي جحيفة، وغيرهم. قال محمد بن سعد: أسلم وصحب النبي . مات سنة (٦٤ هـ). ينظر: تهذيب الكمال (٢٧/ ٣٤٧)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٧٨).
(٦) سبقت ترجمته (١/ ١٣٧).
(٧) بدائع الصنائع (٥/ ٦٢).
(٨) أخرجه مسلم في كتاب السلام، باب من حق المسلم للمسلم رد السلام رقم (٢١٦٢) من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله : "خمس تجب للمسلم على أخيه: رد السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة، وعيادة المريض، واتباع الجنائز".

<<  <  ج: ص:  >  >>