للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك نقل أبو طالب: لا يأكل من الزرع إنما رخص في الثمار، فعلى هذا: الفرق بينهما من وجهين (١):

أحدهما: من جهة الظاهر.

والثاني: من المعنى.

أما الظاهر فروى أحمد في المسند نا حجاج (٢) وأبو النصر (٣) قالا نا شريك (٤) عن عبد الله ابن عصم أبي علوان الحنفي (٥) قال: سمعت أبا سعيد الخدري (٦) يقول: قال رسول الله : "لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر، أن يحل صرار (٧) ناقة بغير إذن أهلها، فإنه خاتمهم عليها، فإذا كنتم بقفر (٨)، فرأيتم الوطب (٩) أو الراوية أو السقاء من اللبن، فنادوا أصحاب الإبل ثلاثًا، فإن سقاكم فاشربوا، وإلا فلا، وإن كنتم مرملين (١٠) "، قال أبو النضر: "ولم يكن معكم طعام فليمسكه رجلان منكم ثم اشربوا" (١١).

وأما المعنى: فلأن النفس في العادة تتوق إلى أكل الثمار ما لا تتوق إلى اللبن والبر


(١) لم أقف على هاتين الروايتين، وينظر: المبدع شرح المقنع (٩/ ١٨٤)، المغنى لابم قدامة (٩/ ٤١٨).
(٢) سبقت ترجمته (١/ ١٤٧).
(٣) لم أقف على ترجمته.
(٤) سبقت ترجمته (١/ ١٤٣).
(٥) لم أقف على ترجمته.
(٦) سبقت ترجمته (١/ ٧٧).
(٧) الصرار: ربط ضروع الإبل إذا أرسلوها إلى المرعى.
ينظر: النهاية في غريب الأثر (٣/ ٤٤)، القاموس المحيط (١/ ٧٨٠) تاج العروس من جواهر القاموس (١٢/ ٣٠٤).
(٨) بقفر: بفتح قاف وسكون فاء: المكان الخالي من العمارة.
ينظر: المحكم والمحيط الأعظم (٣/ ٤٦٧)، تهذيب اللغة (٩/ ١٠٧).
(٩) الوطب سقاء اللبن خاصة، وجمعه وطاب قال ابن السكيب هو جلد الجذع فما فوقه.
ينظر: غريب الحديث (٣/ ٢٥٦)، القاموس المحيط (١/ ٧٨٠)، النهاية في غريب الأثر (٥/ ٤٣٦).
(١٠) مرملين: أي نفد زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل كما قيل للفقير الترب ينظر: لسان العرب (١١/ ٢٩٤)، النهاية في غريب الأثر (٢/ ٦٤٥).
(١١) أخرجه أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد الخدري (١٥/ ١٨)، رقم (٩/ ١١٤١)، والبيهقي في "السنن" (٦٠٤/ ٩)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (٧/ ٢٥٥) رقم (٢٨٢٦)، قال في مجمع الزوائد: (٤/ ٢٨٨) رواه أحمد ورجاله ثقات.

<<  <  ج: ص:  >  >>