للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أنه محمول على أنه أراد به كلَّ منه مقدار ما يمسك رمقك.

بدلالة: ما قد بينا (١).

واحتج بما روى أبو عبيد في غريب الحديث، عن أبي واقد الليثي، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إنا نكون بالأرض فتصيبنا بها المخمصة، فمتى تحل لنا الميتة؟ فقال: "ما لم تصطبحوا، أو تغتبقوا، أو تحتفئوا بها بقلًا، فشأنكم بها" (٢)، يعني بها الميتة ومعناه: ما


(١) ينظر: المغني (١٣/ ٣٣٣).
(٢) حديث حسن بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف جدًا فيه أبو إبراهيم محمد بن القاسم الأسدي الكوفي، فقد كُذِّب، لكنه متابع، واختلف فيه على عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي كما سيأتي ذكره هنا وعند الرواية رقم (٢١٩٠١)، فروي عنه منقطعًا بين حسان بن عطية وبين أبي واقد الليثي كما في هذه الرواية، وروي عنه متصلًا بذكر الواسطة بينهما، واختلف في هذه الواسطة،
فقيل: هو مسلم بن مِشْكَم، وقيل: مسلم بن يزيد، وقيل: مرثد أو أبو مرثد، وروي عنه عن حسان بن عطية مرسلًا، وروي عنه عن حسان بن عطية، عن رجل سمي له، أن رجلًا أتى النبي . بإبهام صحابيه والراوي عنه.
وأخرجه الطبري في "تفسيره " (٦/ ٨٦)، والدولابي في "الكنى" (١/ ٥٩، ٩٥)، والبيهقي (٩/ ٣٥٦) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، بهذا الإسناد. ووقع عند الدولابي في الموضع الثاني: "تجتفئوا" بالجيم والهمز، بدل: "تحتفئوا".
وأخرجه الدارمي (١٩٩٦)، والحاكم (٤/ ١٢٥) من طريق أبي عاصم الضحاك ابن مخلد، والبيهقي (٩/ ٣٥٦)، والبغوي في "شرح السنة" (٣٠٠٧)، وفي التفسير (٢/ ١١) من طريق محمد بن كثير، كلاهما عن الأوزاعي، به. قال أبو عاصم في حديثه: "تختفوا" بالخاء المعجمة وبغير همز بدل قوله: " "تحتفئوا".
وقال محمد بن كثير في حديثه عن أبي واقد الليثي، أن رجلًا قال: يا رسول الله فذكره.
وأخرجه الطبراني في "الكبير " (٣٣١٦) من طريق عبد الله بن كثير القارئ، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبد الله مسلم بن مِشْكم الخزاعي، عن أبي واقد الليثي، قال: كنت جالسًا عند النبي فقال رجل، فذكره. زاد بين حسان وبين أبي واقد: مسلمَ بن مشكم.
وأخرجه ابن أبي عمر في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" للبوصيري (٤٨٣٥)، وابن جرير الطبري في "تفسيره " (٦/ ٨٧) من طريق عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن رجل سمي لي، أن رجلًا أتى النبي … فذكره.
وأخرجه الطبري (٦/ ٨٧) من طريق عبد الله بن المبارك، عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: قال رجل: يا رسول الله، فذكره.
وفي الباب عن الحسن البصري، عن سمرة بن جندب عند أبي عبيد في "غريب الحديث" (١/ ٦١)، وابن جرير الطبري في "التفسير " (٦/ ٨٧)، وتمام في "فوائده" (٩٩٢)، والحاكم ٤/ ١٢٥، والبيهقي ٩/ ٣٥٧.
ولفظه: "يجزئ من الضرورة -أو الضارورة- غبوق أو صبوح" وهو مختلف في رفعه ووقفه، وهو عندهم وجادة، وفي سماع الحسن من سمرة خلاف مشهور.
وقوله: "مَخْمَصة": أي: جوعٌ أو مجاعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>