للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث: أن رواية ابن عباس وابن عمر أولى لضبطهما وحفظهما.

الرابع: أن أصحابنا عمل بها الصحابة عمر وأبو سعيد (١) فأما عمر فقد حكينا كلامه وأما أبو سعيد فروي عنه أنه قال الضب أحب إلي من دجاجة سمينة (٢).

الخامس: أننا نتأول أخبارهم على التنزيه والتقذر؛ لأن امتناعه يجوز أن يكون لهذا ويجوز أن يكون لغيره، وأخبارنا نص في نفي التحريم (٣). فإن قيل: أخبارنا أولى؛ لأن فيها حظرًا (٤). قيل: ليس صريحة في الحظر (٥).

واحتج: بما روى أبو داود عن عبد الرحمن بن شبل (٦) أن رسول الله نهى عن أكل لحم الضب (٧). والجواب: عنه ما تقدم من المقابلة والترجيح والتأويل (٨).


(١) سبقت ترجمته (١/ ٧٧).
(٢) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه من حديث أبي سعيد الخدري رقم (٨٦٧٨) بلفظ: "كنا معشر أصحاب محمد لأن يهدى إلى أحدنا ضب مشوي أحب إليه من دجاجة".
(٣) ينظر: المغني (٩/ ٤٢٢)، الشرح الكبير (١١/ ٨٤)، الحاوي الكبير (١٥/ ١٣٩).
(٤) ينظر: المبسوط (١١/ ٤٢١).
(٥) ينظر: المغني (٩/ ٤٢٢)، الشرح الكبير (١١/ ٨٤)، والحاوي الكبير (١٥/ ١٣٩).
(٦) هو عبد الرحمن بن شبل بن عمرو بن زيد بن بجدة بن مالك بن لوذان، الأنصاري، الأوسي، كان أحد نقباء الأنصار، وكبارهم، كان فقيهًا فاضلًا، نزل حمص، وله أحاديث عن النبي ، روى عن النبي ، وروى عنه: تميم بن محمود، وأبو راشد الحبراني، ويزيد بن حمير، وأبو سلامة الأسود، وذكره عبد الصمد بن سعيد فيمن نزل حمص من الصحابة، قال أبو زرعة الدمشقي: "نزل الشام، وأخرج الجوزجاني في تاريخه من طريق أبي راشد الحبراني، قال: كنا بمسكن مع معاوية، فبعث إلى عبد الرحمن بن شبل: إنك من فقهاء أصحاب رسول الله وقدمائهم؛ فقم في الناس وعظهم". مات في إمارة معاوية. ينظر: معجم الصحابة (٤/ ٤٤٠)، تاريخ دمشق (٣٤/ ٤٢٤)، تاريخ الإسلام (٢/ ٥٢٠)، الإصابة في تمييز الصحابة (٤/ ٢٦٦).
(٧) أخرجه أبو داود من حديث عبد الرحمن بن شبل في كتاب الأطعمة، باب في أكل الضب، رقم (٣٧٩٦)، والبيهقي في الكبرى رقم (١٩٤٢٨)، وقال الزيلعي في نصب الراية، قال المنذري في مختصره: وإسماعيل بن عياش، وضمضم فيهما مقال، وقال الخطابي: ليس إسناده بذاك، وقال البيهقي: لم يثبت إسناده إنما تفرد به إسماعيل بن عياش، وليس بحجة، انتهى. ينظر: نصب الراية (٤/ ١٩٥).
(٨) ينظر: الحاوي الكبير (١٥/ ١٣٩)، المغني (٩/ ٤٢٢)، الشرح الكبير (١١/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>