كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

واحتج: بما روى أبو حنيفة عن حماد (١) عن إبراهيم (٢) عن عائشة أنه أهدي لها ضب فدخل عليها النبي ﷺ فسألته عن أكله فنهاها عنه فجاء سائل فقامت لتناوله إياه فقال لها النبي ﷺ أتطعمينه ما لا تأكلين، (٣) فنهاها عن أكله ومنعها من أن تعطي الفقير مع حاجته إليه فدل على امتناع جواز أكله (٤). والجواب عنه: ما تقدم من المقابلة والترجيح، والثاني التأويل (٥).

واحتج بأنه: من حشرات الأرض أشبه الحية والعقرب والقنفذ (٦) وابن عرس (٧) (٨)

(١) هو حماد بن أبي سليمان، مسلم، الأشعري بالولاء. فقيه تابعي كوفي من شيوخ الإمام أبي حنيفة. أخذ الفقه عن إبراهيم النخعي وغيره. وكان أفقه أصحابه. يضعف في الحديث عن غير إبراهيم. وهو مستقيم في الفقه، توفي سنة (١٢٠ هـ). ينظر: تهذيب الكمال (٧/ ٢٦٩)، وتهذيب التهذيب (٣/ ١٤).
(٢) هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود، أبو عمران الكوفي، ولد سنة (٤٦ هـ)، من مذحج اليمن من أهل الكوفة، ومن كبار التابعين، أدرك بعض متأخري الصحابة، ومن كبار الفقهاء، قال عنه الصفدي: "فقيه العراق". أخذ عنه حماد بن أبي سليمان، وسماك بن حرب وغيرهما، توفي سنة (٩٦ هـ). ينظر: تهذيب الكمال (٢/ ٢٣٣)، تقريب التهذيب (ص ٥٥٩).
(٣) أخرجه مالك في الموطأ من حديث عائشة ﵂ رقم (٦٤٧)، وأبو يوسف في الآثار رقم (١٠٥٣)، وهذا إسناد ضعيف فأبو حنيفة ضعفه يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن معين، والنسائي، وابن عدي وغيرهم. ينظر: تاريخ بغداد (١٥/ ٥٤٣)، ميزان الاعتدال (٤/ ٢٦٥).
(٤) ينظر: الهداية شرح بداية المبتدي (٤/ ٦٨)، البحر الرائق (٨/ ١٩٥).
(٥) ينظر: الحاوي الكبير (١٥/ ١٣٩)، المغني (٩/ ٤٢٢)، الشرح الكبير (١١/ ٨٤).
(٦) القنفذ: بضم الفاء وفتحها والجمع القنافذ والأنثى قنفذة: وهو حيوان لبون من أكلات الحشرات، يغطي جسمه شوك حاد، يلتف حول نفسه عند إحساسه بالخطر فيصير كالكرة، وهو مولع بالتهام الحيات التي لا يتأثر بسمها، يسرح في الليل وينام في النهار. ينظر: مختار الصحاح (١/ ٥٦٠)، معجم اللغة العربية المعاصرة (٣/ ١٨٦٤).
(٧) ابن عرس: حيوان صغير، تشبه الفأر. مكسو بالفرو وله جسم طويل ونحيل وأرجل قصيرة. ولابن عرس أعين نشطة ويقظة ذات لون بني غامق أو أسود، وأذنان مستديرتان. وابن عرس موجود في جميع القارات باستثناء قارة أستراليا والقارة الواقعه حول القطب الجنوبي التي يطلق عليها اسم أنتاركتيكا. ينظر: الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٣/ ٩٤٨)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٤٠٢)، لسان العرب (٦/ ١٣٧)، الموسوعة العربية العالمية.
(٨) ينظر: المبسوط (١١/ ٤١٨)، البحر الرائق (٨/ ١٩٥).