كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

من بني إسرائيل مسخت دوابا في الأرض، وإني لا أدري أي الدواب هي فلم يأكل ولم ينه" (١)، وهذا يعارض ما رواه عبد الرحمن بن حسنة وعلى أنا نقابله بأخبارنا وهي أولى من وجوه:

أحدها: أن حديث ابن عباس أصح سندًا؛ قال أحمد: هو أقوى في نفسي من غيره. ذكره حنبل عنه (٢).

وقال الأثرم (٣): سألت أبا عبد الله عن حديث عبد الرحمن بن حسنة في الضباب فقال: يضطربون فيه (٤).

الثاني: أن السلف لم يطعن في أخبارنا وقد طعنوا في أخبارهم؛ فروى أحمد نا محمد بن جعفر (٥) قال: نا شعبة (٦) عن قتادة (٧) عن سليمان (٨) عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب قال: إن نبي الله ﷺ لم يحرم الضب ولكنه قذره (٩)، وقوله: لم يحرمه طعن في رواية من روى النهي رواه أبو بكر الخلال في العلل (١٠).

(١) أخرجه أبو داود في كتاب الأطعمة، باب في أكل الضب رقم (٣٧٩٥) وابن ماجه في كتاب الصيد، باب الضب رقم (٣٢٣٨)، وأحمد في مسنده رقم (١٧٩٢٨) من حديث زيد بن وهب، عن ثابت بن يزيد، ويقال: زيد بن وديعة، وصححه الألباني.
(٢) لم أقف على الرواية وينظر: مسائل الإمام أحمد رواية ابنه عبد الله (٢٧٠) رقم (١٠٠٦)، مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهوايه (٨/ ٣٩٧٠) رقم (٢٨٢٧).
(٣) سبقت ترجمته (١/ ٦٣).
(٤) لم أقف على قول الأثرم.
(٥) سبقت ترجمته (١/ ٨١).
(٦) سبقت ترجمته (١/ ٨١).
(٧) سبقت ترجمته (١/ ٧٥).
(٨) هو سليمان بن قيس اليشكري البصري (روى له الترمذي، وابن ماجه). روى عن: جابر بن عبد الله، وأبي سعيد الأزدي، وأبي سعيد الخدري، وروى عنه: الجعد أبو عثمان البصري، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية، وعمرو بن دينار، وغيرهم. وقال أبو زرعة: والنسائي: ثقة، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال العجلي: بصري تابعي ثقة، مات في فتنة بن الزبير. ينظر: تهذيب الكمال (١٢/ ٥٥)، تهذيب التهذيب (٤/ ٢١٤، ٢١٥)، مشاهير علماء الأمصار (ص ١١٩).
(٩) أخرجه ابن ماجه من حديث جابر بن عبد الله ﵄ في كتاب الصيد، باب الضب رقم (٣٢٣٩)، وأحمد في مسنده رقم (١٩٤)، وقال ابن الأثير في جامع الأصول وإسناده صحيح، صححه الحافظ في "الفتح" وغيره (٧/ ٤٢٥).
(١٠) لم أقف على رواية الخلال.