للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج المخالف: بما روي عن النبي أنه قال: "أكل كل ذي ناب من السباع حرام" (١). وفي لفظ آخر: "نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع" (٢) (٣).

والجواب: أن هذا محمول على ما له ناب قوي يعدو به على الناس، فأما الضب والثعلب فنابهما ضعيف لا يعدو؛ فهو كالأرنب والوبر (٤).

واحتج: بما رواه أبو حفص ابن شاهين (٥) في كتاب "المعجم" بإسناده عن خزيمة بن جزي الأسدي قال: قلت: يا رسول الله، جئتك لأسألك عن أجناس الأرض ما تقول في الضب؟ قال: "لا آكله ولا أحرمه". قلت: فإني أكل ما لم تحرم، قال: فقدت أمة من الأمم ورأيت خلقًا رابني قلت: يا رسول الله، ما تقول في الأرنب، قال: "لا آكله ولا أحرمه" قلت: فإني آكل ما لم تحرم، قلت: يا رسول الله، ما تقول في الضبع قال: "ومن يأكل الضبع؟ ". قلت: فما تقول في الثعلب؟ قال: "ومن يأكل الثعلب؟ "، قلت: ما تقول في


(١) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة في كتاب الصيد والذبائح، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع رقم (١٩٣٣)، وأخرجه ابن ماجه في كتاب الصيد، باب أكل، كل ذي ناب من السباع رقم (٣٢٣٣)، ومالك في الموطأ (٢/ ٤٩٦/ ١٤) وأبو عوانة في بيان تحريم أكل الصيد، بيان تحريم أكل الصيد رقم (٧٦٠٢) وابن حبان في كتاب الأطعمة، ذكر الزجر عن أكل ذي الأنياب من السباع رقم (٥٢٧٨).
(٢) أخرجه البخاري من حديث أبي ثعلبة في كتاب الذبائح والصيد، باب أكل كل ذي ناب من السباع، رقم (٥٥٣٠)، ومسلم في كتاب الصيد والذبائح، باب تحريم أكل كل ذي ناب من السباع رقم (١٩٣٢).
(٣) ينظر: تحفة الفقهاء (٣/ ٦٥)، بدائع الصنائع (٥/ ٣٩)، المبسوط (١١/ ٤٠٦).
(٤) ينظر: الكافي في فقه الإمام أحمد (١/ ٥٥٧)، الإنصاف (١٠/ ٣٦٠).
(٥) هو عمر بن أحمد بن عثمان، أبو حفص بن شاهين، من أهل بغداد، حافظ واعظ، ولد سنة (٢٩٧ هـ)، كان محدث بغداد ومفيدها، سافر إلى البصرة وفارس والشام، سمع الباغندي، والبغوي، وأبا علي محمد بن سليمان المالكي، وطبقتهم.
روى عنه: أبو سعيد الماليني، وأبو بكر البرقاني، وأبو القاسم التنوخي، وخلق كثير، كان ثقة مأمونًا، صنف ثلاثمائة وثلاثين مصنفًا، من تصانيفه: "التفسير الكبير" ألف جزء، والمسند ألف وخمسمائة جزء، و "التاريخ" (١٥٠) جزءًا، توفي سنة (٣٨٥ هـ). ينظر: لسان الميزان (٤/ ٢٨٣)، تذكرة الحفاظ (٣/ ١٨٣)، الرسالة المستطرفة (ص ٣٨)، وهدية العارفين (٥/ ٧٨١)، معجم المؤلفين (٧/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>