للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنهم] (١) لا يستطيبون لحوم السباع فوجب أن يكون ذلك محرمًا (٢).

فإن قيل: لا يجوز أن يردهم في ذلك إلى عرفهم وعادتهم؛ لأن العرف في ذلك مختلف؛ سئل بعض العرب ما تأكلون؟ قال: كل ما دب ودرج (٣) إلا أم حبين (٤).

وقال بعضهم: أمهم أم جنين العافية، قال بعضهم: أم جنين ضرب من العطاء منتنة الريح (٥).

قيل: المرجع في ذلك إلى عرف أهل الريف والغناء والمكنة والقرى والبلدان الذين كانوا على عهد رسول الله حال الاختيار دون من كان من أهل البوادي وجفاة العرب التي تأكل كل ما دب ودرج؛ لأجل الحاجة، وهؤلاء عرفهم غير مختلف (٦).

فإن قيل: فعرف أهل الريف والغناء مختلف فروى ابن عمر أن رجلاً نادى رسول الله فقال: ما ترى في الضب (٧) فقال: "لست آكله ولا أحرمه" (٨).

وعن ابن عباس أن رسول الله أهدي لبعض أزواجه ضب فطبخ، فبعث به إلى النبي فأكل القوم ولم يأكل، فقال خالد: يا رسول الله، أحرام هو؟ قال: "لا، ولكنني


(١) في الأصل (أنه)، والصحيح ما أثبته؛ لعود الضمير على جمع.
(٢) ينظر: الكافي في فقه الإمام أحمد (١/ ٥٥٦)، الشرح الكبير (١١/ ٧٧).
(٣) دبَّ ودرج: دب: مشى، درج: مات وانقرض عقبه. ينظر: لسان العرب (١/ ٣٧٠)، تاج العروس (٢/ ٣٩٤).
(٤) أم حبين: دويبة على خلقة الحرباء عريضة البطن جدًا، وهي قدر كف الإنسان، الحرباء قيل هو ذكر أم حبين. ينظر: العين (٣/ ٢٥٠)، مجمل اللغة لابن فارس (١/ ٢٦٢).
(٥) ينظر: الحاوي (١٥/ ١٣٥)، الشرح الكبير (١١/ ٧٣)، المبدع (٩/ ١٧٣).
(٦) ينظر: حلية العلماء (٣/ ٣٥٥)، المجموع شرح المهذب (٩/ ٢٥).
(٧) الضب: جنس من الزواحف ينتشر في الجزيرة العربية والعراق والأردن، ويسمى أيضًا، السحلية شوكية الذيل، والضب من ذوات الدم البارد، ليس لديه تحكم ذاتي داخلي يستطيع من خلاله تكييف حرارة جسمه وفقًا لدرجة الحرارة من حوله، والجمع ضباب مثل سهم وسهام، وأضب أيضا مثل فلس وأفلس، والأنثى ضبة.
ينظر: المحكم والمحيط الأعظم (٨/ ١٦٢)، مادة (الضاد والباء)، تفسير غريب ما في الصحيحين (ص ١٦٠)، لسان العرب (١/ ٥٣٨)، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير (٢/ ٣٥٧).
(٨) أخرجه البخاري في كتاب الذبائح والصيد، باب الضب رقم (٥٥٣٦)، ومسلم في كتاب الصيد والذبائح، باب إباحة الضب رقم (١٩٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>