للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قيل: سائر الأعضاء إنما ثبت حكم الذكاة فيها؛ لأن بقاءها متعلق ببقاء الأصل وليس كذلك الولد؛ لأن بقاءه غير متعلق ببقائها فهو كشاة أخرى (١).

قيل: قد بينا أن الغالب أنه لا يبقى بعدها وإن بقاءه متعلق ببقائها فإن بقي فإنما يبقى نادرا (٢).

فإن قيل: الأعضاء تتبع الأصل في الذكاة في عموم الأحوال، والجنين قد لا يتبع وهو قد يخرج حيا (٣).

قيل: قد بينا أنه لا ينفرد عنها في غالب الحال على أن الأعضاء إنما تبعت الأم في الذكاة بكل حال؛ لأن الروح في كل الأحوال مفارقتها بمفارقة الأم فتبعتها في عموم الأحوال، والجنين قد يفارقه الروح في حال بمفارقة الروح في الأم فتبعها ولا يفارقه في حال فلم يتبعها.

ومثال هذا من الأعضاء: أن ينفصل بعض أعضاء الحيوان قبل ذكاته فإنه لا يتبعه في الذكاة ولا يحل أكله ولو رمى صيدا فأبان منه عضوًا ومات من ذلك كان ذكاة للجميع، وأيضا فإن الجنين إذا خرج ميتًا فسبب خروج روحه، ذبح الأم وذلك ذبح مباح وكل حيوان كان سبب خروج روحه ذبح مباح حل أكله كالأم (٤).

فإن قيل: ليس خروج روحه ذبح الأم لكن لما ماتت الأم أفسدت عليه مخارج النفس فمات (٥).

قيل: لا نعلم هذا بل الظاهر أن الروح إنما فارقت الجنين لمفارقتها للأم. وعلى أنه إن كان على ما ذكرتم فإن سبب اختناق الجنين هو ذبح الأم وموتها بذلك الذبح فلم يخرج ذبح الأم عن أن يكون سببا في خروج روح الجنين.


(١) ينظر: حاشية ابن عابدين (٦/ ٣٠٤)، البحر الرائق (٨/ ١٩٥).
(٢) ينظر: مطالب أولي النهى (٦/ ٣٣٥)، الحاوي الكبير (١٥/ ١٥٠)، حاشية البجيرمي (١٣/ ١٢٧)، حاشية الجمل (١٠/ ٣٣٢).
(٣) ينظر: بدائع الصنائع (٥/ ٤٣)، البحر الرائق (٨/ ١٩٥).
(٤) ينظر: الشرح الكبير على متن المقنع (١١/ ٥٩) المبدع في شرح المقنع (٨/ ٣٢).
(٥) ينظر: حاشية ابن عابدين (٦/ ٣٠٤)، البحر الرائق (٨/ ١٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>