للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال ليس هو صحيحًا، عبد العزيز بن عبيد الله حمصي ضعيف الحديث، ولو صح حملناه على التنزيه والكراهة؛ لأن العادة أن السمك لا يطفو إلا بعد أن ينتن ويتغير، كما روي عن النبي قال: "كل ما ردت عليك قوسك ذكيًا وغير ذكي ما لم يصل" (١). يعني: ما لم يتغير، فنهى عن أكله لهذه العلة (٢)، وتكون الدلالة على هذا ما تقدم من قوله: "الحل ميتته" وقوله: "أحلت لنا ميتتان ودمان" (٣).


(١) أخرجه أبو داود في كتاب الصيد، باب في الصيد رقم (٢٨٥٦)، وأخرجه أحمد (٦٧٢٥)، والدارقطني (٤٧٩٧)، والبيهقي (٩/ ٢٣٧ - ٢٣٨، ٢٤٣) من طريق حبيب المعلم، بهذا الإسناد.
وقد أعله البيهقي في السنن الكبرى (٩/ ٢٣٨) بما رواه شعبة بن الحجاج، عن عبد ربه بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، عن رجل من هذيل: أنه سأل النبي عن الكلب يصطاد، فقال: "كل أكل أو لم يأكل"، وأعله كذلك ابن حزم بأن رواية عمرو عن أبيه، عن جده ضعيفة، وما علله به ليس بعلة.
وقد ذهب قوم إلى تحسين القول في هذا الحديث، فقال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ٣٧٢)، وفي المحرر (٧٤٨): إسناده صحيح، وكذلك صحح إسناده ابن الملقن في "البدر المنير" (٩/ ٢٤١)، وقال ابن كثير في تفسيره عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ﴾ [المائدة: ٤]: إسناده جيد، ومن ذهب إلى تصحيح الحديثين حديث عدي بن حاتم وهذا الحديث جمع بينهما بما يزيل ذلك التعارض بالوجوه التي سبق ذكرها عند حديث أبي ثعلبة السالف برقم (٢٨٥٢).
(٢) الاستذكار (١/ ٢٩٥٥)، الحاوي (١٥/ ٦٥).
(٣) أخرجه ابن ماجه في كتاب الأطعمة، باب الكبد والطحال رقم (٣٣١٤)، وأحمد في مسنده رقم (٥٧٢٣) أخرجه الشافعي في مسنده (٢/ ١٧٣)، وعبد بن حميد في المنتخب (٨٢٠) وابن حبان في المجروحين (٣/ ٥٨)، والدارقطني في السنن (٤/ ٢٧١)، والبيهقي في السنن (١/ ٢٥٤ و ٩/ ٢٥٧) و (٧/ ١٠) وفي المعرفة (١٨٨٥٣)، والبغوي في شرح السنة (٢٨٠٣) من طرق، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، بهذا الإسناد. ورمز له السيوطي في الجامع الصغير أنه عند الحاكم في المستدرك، ولم نجده في المطبوع منه.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (١/ ٣٨٨)، والبيهقي في السنن (٤/ ٢٥١) من طريق إسماعيل بن أبي أويس، عن عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زيد بن أسلم، والدارقطني في السنن (٤/ ٢٧١ - ٢٧٢) من طريق مطرف بن عبد الله المدني، عن عبد الله بن زيد ثلاثتهم عن أبيهم زيد بن أسلم، به مرفوعا.
وهذا إسناد حسن، عبد الله بن زيد: وثقه أحمد وعلي ابن المديني، وضعفه ابن معين، وقال النسائي: ليس بالقوي.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (٤/ ١٥٠٣) من طريق يحيى بن حسان، عن عبد الله بن زيد وسليمان بن بلال، عن زيد بن أسلم، به، مرفوعًا. وقال: وهذا يدور رفعه على الإخوة الثلاثة عبد الله بن زيد، وعبد الرحمن بن زيد أخيه، وأسامة أخيهما، وإما ابن وهب فإنه يرويه عن سليمان بن بلال موقوفًا.
قلت: أخرجه من طريق ابن وهب الموقوف البيهقي في السنن (١/ ٢٥٤)، وقال: لهذا إسناد صحيح، وهو في معنى المسند، وقد رفعه أولاد زيد عن أبيهم. ثم قال البيهقي: وأولاد زيد هؤلاء كلهم ضعفاء، جرحهم يحيى بن معين، وكان أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني يوثقان عبد الله بن زيد، إلا أن الصحيح من هذا الحديث هو الأول. =

<<  <  ج: ص:  >  >>