كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

وروى جابر عن النبي ﷺ أنه: "نهى عن أكل السمك الطافي" (١).

والجواب: أن أحمد ضعفه قال مهنا (٢): سألت أحمد قلت: حدثني هيثم بن خارجة (٣) قال: نا إسماعيل بن عياش (٤) عن عبد العزيز بن عبيد الله (٥) عن وهب بن كيسان (٦) عن جابر بن عبد الله عن النبي ﷺ: "ما حسر (٧) عنه البحر فكل، وما ألقى فكل، وما وجدته طافيا على الماء فلا تأكل" (٨).

(١) أخرجه أبو داود في أول كتاب الأطعمة، باب في أكل الطافي من السمك، رقم (٣٨١٥) بلفظ "ما ألقى البحر، أو جزر عنه فكلوه، وما مات فيه وطفا، فلا تأكلوه" قال النووي: حديث ضعيف باتفاق أئمة الحديث لا يجوز الاحتجاج به لو لم يعارضه شيء كيف وهو معارض بما ذكرنا وقد أوضحت ضعف رجاله في شرح المهذب في باب الأطعمة.
ينظر: شرح النووي على مسلم (١٣/ ٨٧)، فتح الباري لابن حجر (٩/ ٦١٨) عمدة القاري (٢١/ ١٠٥).
(٢) سبقت ترجمته في كتاب الأشربة.
(٣) هو أبو أحمد (ويقال: أبو يحيى) الهيثم بن خارجة المروزي ثم البغدادي الحافظ، وأصله من خراسان، قال هشام بن عمار: كنا نسميه شعبة الصغير، وقال يحيى بن معين: ثقة. قال ابن سعد والبخاري: مات في ذي الحجة سنة ٢٢٧ هـ.
ينظر: سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٩٣)، طبقات الحنابلة (١/ ٣٩٤).
(٤) هو إسماعيل بن عياش بن سليم، أبو عتبة، العنسي الحمصي، ولد عام ١٠٦ هـ، عالم الشام ومحدثها في عصره. ولاه المنصور خزانة الكسوة. وكان محتشما نبيلا جوادا. روى عن محمد بن زياد الألهاني وصفوان بن عمرو وعبد الرحمن بن جبير بن نفير والأوزاعي وغيرهم، وروى عنه محمد بن إسحاق والثوري والأعمش والليث بن سعد ومعتمر بن سليمان وغيرهم.
قال عبد الله بن أحمد: قال أبي لداود بن عمرو وأنا أسمع: كم كان يحفظ؟ يعني إسماعيل. قال: شيئًا كثيرًا.
قال: كان يحفظ عشرة آلاف. فقال أبي: هذا كان مثل وكيع، مات سنة ١٨٢ هـ.
ينظر: تهذيب التهذيب (١/ ٣٢١)، تذكرة الحفاظ (١/ ٢٣٣)، الأعلام (١/ ٣١٨).
(٥) هو عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي: أمير، من سكان المدينة. ولاه يزيد بن الوليد إمرة مكة والمدينة، سنة ١٢٦ هـ وأقره مروان بن محمد، ثم عزله بعبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك. وقد حكى الخطابي، عن أحمد بن حنبل. قال: ليس هو من أهل الحفظ والإتقان توفي بعد (١٤٧ هـ).
ينظر: "تهذيب التهذيب" (٦/ ٦٧٠) ذكر أسماء من تكلم فيه وهو موثق (١/ ١٢٣).
(٦) هو الفقيه، أبو نعيم وهب بن كيسان الأسدي، المدني، المؤدب، من موالي آل الزبير بن العوام، من أهل
الحجاز، يروي عن جابر بن عبد الله وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري، روى عنه عبيد الله بن عمر ومالك
والناس مات سنة ١٢٧ هـ بالمدينة.
ينظر: الثقات لابن حبان (٥/ ٤٩٠) وسير أعلام النبلاء (٥/ ٥٢٣).
(٧) حسر: يقال حسر الماء نضب عن موضعه.
ينظر: لسان العرب (٤/ ١٨٨)، المصباح المنير (١/ ١٣٥).
(٨) أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار رقم (٤٠٢٦).