كتاب التعليقة الكبيرة - أبو يعلى - من الأشربة للأيمان

أبو بكر الخلال (١) في كتاب العلل (٢) (٣) ومعلوم أنه لم يرد بذلك حال القدرة لإجماعنا على منع ذلك علم أنه أراد به حين الامتناع.

فإن قيل: هذا خبر ضعيف من وجهين:

أحدهما: أن الميموني قال: ذكروا لأبي عبد الله الحديث: "إن طعنت في فخذها أجزأك" فجعل يعجب من هذا ويضعف الحديث، وكذلك نقل إسماعيل بن سعيد (٤) قال: سألت أبي عن حديث أبي العشراء فلم يعب به، وقال في رواية أبي الحارث (٥): سألت أبا عبد الله عن حديث أبي العشراء، فقال: هو عندي غلط.

والثاني: أنه أقسم في الحديث بأبيه بقوله: "وأبيك لو طعنت في فخذها أجزأك"، وهذا مع نهيه عن أن يحلف بغير الله، ونهى أن يحلف بأبيه فدل على ضعفه.

قيل: أما ما روي عن أحمد من تضعيفه، فقد روي عنه خلافه فقال أبو بكر الخلال إن محمد بن العباس المؤدب أبو عبد الله الطويل (٦) قال: سألت أحمد عن حديث أبي

= إلا من حديث حماد بن سلمة، ولا نعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث، والنسائي في كتاب الضحايا، باب ذكر المتردية في البئر التي لا يوصل إلى حلقها رقم (٤٤٠٨)، وأحمد في مسنده رقم (١٨٩٤٧)، وأبو العشراء مجهول. وقال ابن حجر: ولا يعرف حاله. وقال الذهبي: ولا يدري من هو ولا من أبوه.
ينظر: التلخيص الحبير (٤/ ٣٣٢)، جامع الأصول (١/ ١٧٥)، ميزان الاعتدال (٤/ ٥٥١).
(١) سبقت ترجمته (١/ ١١١).
(٢) لم أقف عليه عند الخلال في العلل.
(٣) لم أقف عليه عند الخلال في العلل وينظر: المغنى (٩/ ٣٩٧).
(٤) هو إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله بن جبير بن حية الثقفي الجبيري البصري (روى له الترمذي) روى عن: أبيه. وروي عنه: بشر بن آدم، وبندار، وأبو موسى، والكديمي، وغيرهم. قال أبو حاتم الرازي: "شيخ أدركته ولم أكتب عنه" روى له الترمذي حديثا واحدا في الجنائز وصححه. قال ابن حجر: وذكره ابن حبان في الثقات. مات ما بين سنة (٢٠١ - ٢١٠ هـ).
ينظر: تهذيب الكمال (٣/ ١٠٣)، تهذيب التهذيب (١/ ٣٠٣).
(٥) سبقت ترجمته (١/ ١٨٥).
(٦) محمد بن العباس المؤدب أبو عبد الله الطويل البغدادي مولى بني هاشم. روى عن هوذة بن خليفة، وعبد الله بن صالح العجلي، وعفان بن مسلم، وسريج بن النعمان، وجماعة، وروى عنه: عبد الباقي بن قانع، وأبو بكر النجاد، وأبو بكر الشافعي، والطبراني، وقال الخطيب البغدادي: ثقة. مات في ربيع الأول سنة (٩٠ هـ).
ينظر: طبقات الحنابلة (١/ ٣١٥)، وتاريخ الإسلام (٦/ ٨٠٧).