للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدها: أن عثمان من أيسر قريش فلم يقل له النبي إنما هذا للفقراء منكم وأنت فرجل غني؛ بل احتج عليه بأمر آخر وإن بني المطلب ما افترقوا في جاهلية ولا إسلام وإن النصرة كانت منهم دونكم فإنه روى: أن بني المطلب خرجوا مع بني هاشم إلى الشعب دون بني عبد شمس ونوفل.

والثاني: أنه قسم لبني هاشم، وبني المطلب دون بني عبد شمس ونوفل فلو كان الاستحقاق بالفقر لما خص بذلك بطنين ومنع بطنين مع وجود الفقر فيهم بطل اعتبار الفقر (١).

فإن قيل: فلو كان مستحقًا بالاسم لم يحرم بطنين والاسم موجود فيهم (٢).

قيل: إنما حرمهم لما ذكرنا وهو: أنه وجد من جهتهم ما أسقط أو لأنه حصل مع غيرهم مزية وهي النصرة (٣).

الثالث: أن جبير بن مطعم وعثمان قررا على النبي أن السهم مستحق بالقرابة فأنكروا حين خص بعضهم بالعطية مع مساواتهم في القرابة فلم ينكر عليهم ذلك بل أقرهم واعتذر في ذلك بأن لهم مزية وهو أنهم ما فارقوه في جاهلية ولا إسلام.

وأيضًا ما روى أبو بكر بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (٤) قال: سمعت عليًا يقول: "اجتمعت أنا والعباس وفاطمة وزيد بن حارثة عند النبي فقلت: يا رسول الله إن رأيت أن توليني حقا من هذا الخمس في كتاب الله فاقسمه حياتك كي لا ينازعني أحد بعدك فافعل قال: فقسمته حياة رسول الله ثم ولاية أبي بكر حتى كانت آخر سنة من سنين عمر فإنه أتاه مال كثيرٌ فعزل حقنا ثم أرسل إلي فقلت بنا عنه غنا العام وبالمسلمين


(١) ينظر: الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥)، الكافي في فقه أحمد (٤/ ١٥٣)، شرح الزركشي (٢/ ٣٠٣)، الحاوي (٨/ ٤٣٢)، المجموع (١٩/ ٣٥٤). الأحكام السلطانية للماوردي ص (٢٤٢).
(٢) ينظر: بدائع الصنائع (٧/ ١٢٥).
(٣) ينظر: الإقناع في فقه الإمام أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥)، الكافي في فقه أحمد (٤/ ١٥٣)، شرح الزركشي (٢/ ٣٠٣)، الحاوي (٨/ ٤٣٢)، المجموع (١٩/ ٣٥٤). الأحكام السلطانية للماوردي ص (٢٤٢).
(٤) سبقت ترجمته ص ١٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>