للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطلحة (١) ولم يشهدا بدرًا، وكما روي عن ابن عمر أنه قال: أعطانا رسول الله في سرية بعثها اثني عشر نفرًا سهامنا ونفلنا بعيرًا بعيرًا (٢) وكما أعطى الأقرع بن حابس (٣) وعيينة بن حصين (٤) وأمثالهما يوم حنين عطايا وكانت من الخمس وإن لم يذكر في الخبر (٥).

قيل: لا يصح هذا لوجوه:

أحدها: أن السهم عبارة عن المستحق من الغنيمة بالحضور فأما النفل فلا يسمى سهمًا، ولأنه لما لم يصح هذا التأويل في السهم.

الثاني: لم يصح في السهم، الثالث ولأنه لو كان على ما قالوه لكان نصيف السهم الزائد إلى الفارس دون الفرس؛ لأن النفل إنما يكون للفارس دون الفرس، ولأنه لو كان ذلك نفلًا لشرطه رسول الله ولو شرطه؛ لنقل كما نقل أن ابن عمر قال: بعث رسول الله سرية قبل نجد كنت فيهم فبلغت سهامنا اثني عشر بعيرًا اثني عشر بعيرًا ونفلنا رسول الله بعيرًا فرجعنا بثلاثة عشر بعيرًا ثلاثة عشر بعيرًا فميز عبد الله بن عمر


(١) هو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد … غالب القرشيّ التيميّ، أبو محمد، أحد العشرة، واحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، واحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر، واحد الستة أصحاب الشورى. روى عن: النبي ، وروى عنه: يحيى، وموسى، وعيسى بنو طلحة، وغيرهم. لم يشهد طلحة بدرا، وقدم من الشام بعد رجوع رسول الله من بدر.
الإصابة في تمييز الصحابة (٣/ ٤٣٠)، أسد الغابة (٣/ ٨٤)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (٢/ ٧٦٤).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، رقم (٣١٣٤)، وكتاب المغازي، باب السرية التي قبل نجد، رقم (٤٣٣٨)، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب الأنفال، رقم (١٧٤٩).
(٣) هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعيّ الدرامي، وفد على النبي ، وشهد فتح مكة وحنينا والطائف، وهو من المؤلفة قلوبهم، وقد حسن إسلامه، توفي في زمن عثمان .
ينظر: الإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٢٥٢، ٢٥٣)، أسد الغابة (ص ١٢٨)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب (١/ ١٠٣).
(٤) هو أبو مالك عيينة بن حصين بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جويرية بن لوزان بن ثعلبة بن عدى بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، بالمهملة، الفزاري. أسلم بعد الفتح، وقيل: قبله، وشهد حنينًا والطائف، وكان من المؤلفة والأعراب الجفات، ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه، فأسرته الصحابة، وحملوه إلى أبي بكر الصديق ، فأسلم فأطلقه، وهو عم الحر بن القيس، وكان الحر رجلًا صالحًا من أهل القرآن له منزلة رفيعة عند عمر بن الخطاب .
ينظر: تهذيب الأسماء واللغات (٢/ ٤٨، ٤٩)، الطبقات الكبرى (ص ٥٩٩).
(٥) ينظر: المبسوط (١٠/ ٤١)، تحفة الفقهاء (٣/ ٣٠١)، بدائع الصنائع (٧/ ١٣٦)، الهداية شرح بداية المبتدي (٢/ ٣٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>