للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب: أنه قبل دخوله كان الأمان الأول بحاله فأمرهم أن لا يبتدئوا بقتال، فلما اجتمعت الأوباش وقتلوا من قتلوا من المسلمين [بطل] (١) أمانهم فدخلت الأجناد بغير أمان قاهرين ثم استأنف أن المن عليهم بمكة على ما بينا (٢).

واحتج: بما روي أن النبي أعطى الراية سعد بن عبادة فأخذها سعد وقال:

اليوم يوم الملحمة … اليوم نسبي (٣) الحرمة

فقال النبي لسعد: "مه اليوم نسبي الحرمة" وأمر علي بن أبي طالب بأن يأخذ الراية منه (٤).

وهذا يدل: على أن عقد الأمان من رسول الله قد صح وتم قبل دخولهم مكة (٥).

والجواب: أنه لا يدل على الصلح؛ لأنه لا يجوز أن يكون دخلها عنوة ثم رحمهم ورق لهم ومن عليهم، وقال حينئذ اليوم يوم الحرمة.

وجواب آخر: وهو أن هذا كان قبل الدخول، وقد بينا أنه كان قبل أن يدخل كان يجوز أن يقبلوا أفلا يكون يوم ملحمة؟ فأما حال الدخول فزال الأمان بقتالهم وقتلهم المسلمين.

يبين صحة هذا: ما روى ثابت عن أنس أن النبي مشى ابن رواحة بين يديه


(١) في الأصل (بطر)، وما أثبته هو الصواب.
(٢) ينظر: المغني (٤/ ١٩٧)، الإنصاف (٤/ ٢٨٨)، بدائع الصنائع (٢/ ٥٨) البيان والتحصيل (٣/ ٤٠٦).
(٣) في الأصل (نسبي)، وهو تحريف، والصواب: ما أثبته كما في مصادر التخريج. ينظر: مغازي الواقدي (٢/ ٨٢١)، السيرة النبوية لابن كثير (٣/ ٥٥٠).
(٤) من حديث عروة بن الزبير بن العوام أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٥/ ١٩٩)؛ ولكن فيه أن الذي أخذ الراية من سعد هو قيس بن سعد، وليس علي بن أبي طالب.
وأخرجه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (٢/ ٤٠٦) فقال: فزعم بعض أهل العلم أن سعدا حين وجه داخلا قال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة … فذكر نحوه.
والحديث أصله في صحيح البخاري، في كتاب المغازي، باب أين ركز النبي الراية يوم الفتح؟، رقم (٤٢٨٠) بدون ذكر أخذ الراية من سعد.
(٥) ينظر: مختصر المزني (٨/ ٣٨٠)، الحاوي الكبير (١٤/ ٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>