للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَشهد الخندمة مع سُهيل بن عمرو وصفوان بن أميَّة وعكرمة بن أبي جهل فلما لقيهم المسلمون أصحاب خالد بن الوليد ناوشوهم شيئًا من قتال فقتل كرز ابن جابر بن حسل وحنش وكانا في خيل خالد بن الوليد وأصيب من المشركين ناس قريبًا من اثني عشر أو ثلاثة عشر ثم انهزموا فلما انهزموا أقبل حماس بن قيس يسعى فدخل على امرأته فقال ويكِ انظري أخفى بيتًا من بيوتك فأغلقيه حتى أنظر ما يفعل الناس فقالت له فأين ما كنت تقول فقال:

إنك لو شهدت يوم الحندمة (١) … إذ فر صفوان وفر عكرمة

وأبو يزيد قائم كالديمه (٢) … واستقبلتهم بالسيوف المسلمه

تطعن كل ساعد وجمجمه … ضربًا فلا تسمع إلا غمغمه (٣)

لهم يهتك (٤) خلفنا وهمهمه (٥) … لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه (٦)

وهذا يدل: على أنه لم يكن هناك أمان؛ إذ لو كان أمانًا لم يقتل خالد ولم يقاتلوه حتى قال شاعرهم ما قال (٧).

فإن قيل: خالد قتل من بني معاثه وهم بنو بكر.


(١) يروى بالحاء والخاء وهو اسم موضع بناحية مكة.
ينظر: تهذيب اللغة (٧/ ٢٧٤)، المغرب (ص ١٥٦).
(٢) كذا، وهو تحريف، والصواب: كالمؤتمة، ويقال: مؤتم: أولادها أيتام.
ينظر: جمهرة اللغة (مادة: يتم)، غريب الحديث للخطابي (٢/ ٧٩).
(٣) الغمغمة كلام غير بين وهو التغمغم أيضًا وكأن في الغمغمة حكاية اللفظ.
ينظر: غريب الحديث لابن قتيبة (٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦)، المحكم والمحيط (٥/ ٣٧٩).
(٤) كذا، وهو تحريف، والصواب: نهيت، النهيت: صوت الأسد وهو دون الزئير.
ينظر: العين (٤/ ٣٤)، مقاييس اللغة (مادة: نهت).
(٥) والهمهمة: نحو أصوات البقر والفيلة وأشباه ذلك. والهمهمة: تردد الزئير في الصدر من الهم والحزن.
ينظر: العين (٤/ ٣٤)، المخصص (١/ ٢٢٣).
(٦) أخرجه ابن إسحاق كما في السيرة لابن هشام (٢/ ٤٠٨) فقال: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن أبي بكر قالا: … الحديث.
(٧) ينظر: المغني (٤/ ١٩٦ - ١٩٧)، الإنصاف (٤/ ٢٨٨)، بدائع الصنائع (٢/ ٥٨)، البيان والتحصيل (٣/ ٤٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>