للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إليك مما فعل خالد وبعث بعلي بن أبي طالب وقال: اخرج إلى هؤلاء القوم وانظر في أمرهم فخرج علي ومعه مال ففاداهم (١).

وأيضًا ما روى أبو عبيد في كتاب الأموال بإسناده عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٢) قال: قال رسول الله يوم فتح مكة: "ألا لا يجهزن على جريح ولا يتبعن مدبر ولا يقتلن أسير ومن أغلق بابه فهو آمن" (٣) وهذا يدل على أنه دخلها عنوةً إذ لو كان صلحًا لم ينه عن الإجازة على الجريح وعن اتباع المدبر وعن قتل الأسير؛ لأن هذه الأشياء لا تكون إلا مع القتال، وأيضًا ما روى محمد بن إسحاق (٤) في المغازي بإسناده أن حماس بن قيس بن خالد البكري (٥) كان قبل مقدم رسول الله يرش نبلًا له ويصلحها، فقالت له امرأته: لم أراك تصنع هذا؟ قال: لمحمد وأصحابه، فقالت: والله ما أرى شيئًا يقوم لمحمد، فقال: والله إني لأرجو أن أخدمك بعض أصحابه ثم قال:

إن يقبلوا اليوم فما لي … علة هذا سلاحٌ كاملٌ وأله (٦)

وذو غرارين (٧) سريع السلة


(١) أخرجه ابن إسحاق كما في السيرة لابن هشام (٢/ ٤٣٠) عن حكيم بن حكيم، عن أبي جعفر محمد بن علي مرسلًا.
(٢) هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة الهذلي المدني الإمام، الفقيه، مفتي المدينة، وعالمها، وأحد الفقهاء السبعة، أبو عبد الله الهذلي، المدني، الأعمى. وهو أخو المحدث عون، وجدهما عتبة هو: أخو عبد الله بن مسعود (روى له البخاري ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه). مات سنة (٩٨ هـ).
ينظر: سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٧٥ - ٤٧٨)، تهذيب الكمال (١٩/ ٧٣ - ٧٧).
(٣) أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام في الأموال، في كتاب فتوح الأرضين صلحا وسننها وأحكامها، باب الحكم في رقاب أهل العنوة من الأسارى والسبي، (ص ١٤١).
(٤) سبقت ترجمته ص ٣٥٨.
(٥) هو حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر كان يعد سلاحًا قبل دخول رسول الله ويصلح من كلمت زوجته فقال هذا لمحمد وأصحابه.
ينظر: عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير (٢/ ١٩٢)، السيرة النبوية (٢/ ٤٠٧).
(٦) جمع إلال، وهي آلة أصغر من الحربة، وفي سنانها عرض.
ينظر: السلاح لأبي عبيد القاسم بن سلام (ص ٢١)، لسان العرب (مادة: ألل).
(٧) غرار السيف، وهو حده، من هذا. وكل شيء له حد فحده غرار؛ لأنه شيء إليه انتهى طبع السيف ومثاله.
ينظر: مقاييس اللغة (٤/ ٣٨٠) (مادة: غر)، لسان العرب (٥/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>