للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله فدخل مكة قال: فبعث الزبير (١) على إحدى المجنبتين (٢) وبعث خالدًا على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة (٣) على الحسر (٤)، فأخذوا بطن الوادي ورسول الله في كتيبته قال: وقد وبشت قريش (٥) أوباشًا (٦) لها فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سألنا. قال: فقال أبو هريرة: فنظر إلي فرآني فقال: يا أبا هريرة؟ فقلت: لبيك رسول الله، قال: فقال: أهتف لي بالأنصار ولا يأتيني إلا أنصاري، فهتفت بهم، فجاءوا، فأحاطوا برسول الله قال: فقال رسول الله : "ترون إلى أوباش قريش" فرأيناهم ثم قال بيده أحديهما على الأخرى: احصدوهم حصدًا حتى توافوني بالصفا. قال: فقال أبو هريرة فانطلقنا فما يشاء أحد منا أن يقتل منهم ما شاء وما أحد يوجه إلينا منهم شيئًا قال: فقال أبو سفيان: يا رسول الله! أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم، قال: فقال رسول الله : "من أغلق بابه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" قال: فغلق ناس أبوابهم قال: فأقبل رسول الله إلى الحجر استلمه ثم طاف بالبيت، قال: وفي يده قوس آخذ بسيِّة (٧) القوس قال: فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبدونه فجعل يطعن في عينه ويقول: "جاء الحق وزهق الباطل" قال: ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت، قال: فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعو، قال: والأنصار تحته قال: يقول بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته، قال أبو هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء لم يخف


(١) سبقت ترجمته ص ١٤٨.
(٢) المجنبة: هي الكتيبة وهي قطعة من العساكر تسير في أحد الجانبين من العسكر.
ينظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي (ص ٣٧٦).
(٣) سبقت ترجمته ص ١٢٦.
(٤) هو بضم الحاء وتشديد السين المهملتين أي الذين لا دروع عليهم.
ينظر: شرح صحيح مسلم للنووي (١٢/ ١٢٦ - ١٢٧).
(٥) قوله: وبشت قريش قال القاضي عياض في المشارق (٢/ ٢٧٨): أي: جمعت جموعا من قبائل شتى وهم الأوباش والأشواب أيضًا. ا. هـ.
(٦) الأوباش الأخلاط من الناس.
ينظر: غريب الحديث للقاسم بن سلام (مادة: وبش)، الصحاح (مادة: وبش)، مقاييس اللغة (مادة: وبش).
(٧) بسيِّة: طرفها المعطوف المعرقب. ينظر: العين (١/ ٢٥٤)، المنجد في اللغة (١/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>